الثلاثاء، 7 أبريل 2020

حتما سترى موكب السحاب للأديب المبدع عبد الزهرة خالد العراق

حتماً سترى 
                      موكبَ السحاب
——————————
عندما تموتُ الأمكنة 
سترى نبتةً بازغةً منفردة
تشقُ طولها بين الصخور
كما لو تشتهي الذبولَ في نفسِ المكان .
عندما يجوبُ الموتُ في حارتي 
على متنِ عربةٍ عاريةٍ من لجامِ الأحصنة
ترى منْ يزغردُ بولادةِ طفلٍ 
عند البلوغِ  يهيِّئ لكَ الأكفان .
حينما يعمّ الشرُّ
ترى خلفَ النوافذِ خيرا 
ينفذُ إليكَ دون أن يكسرَ الزجاج 
يقبّلُ الأكفَ التي تحملُ مناديلَ السماح .
وسط شروقٍ مبتورٍ غروبه
وفي هذا الهوسِ الموصوفِ بالوباء
ترى شمالاً يستردُّ بعضَ جنوبه 
وشراعاً هارباً من عاصفةٍ يحملُ غصناً 
يهتفُ مع الموجِ 
نريدُ نهاراً ممزوجاً مع الضفاف  
نريدُ ليلاً يرتدي حلةَ الفنارة .
لا اقتطاف … لا اجتثاث … لا ضياع
لا مجال للعثرات ... ولا مآقي لدموعِ الأحزان…
ما أروع غابة
تخلقُ من الوحشةِ الظلالَ
وتصنعُ الفريسةُ فيها من مآسي المناسبةِ الهلال 
حتى النمل الضعيفُ يقتاتُ على النضال 
يمزق السويداء لأجلِ البقاء ،
تزرعُ البذرةُ أملاً في حقولِ الشمسِ  
لأجيالٍ ، ولم تذق طعمَ الثمار .
أيّها الطيرُ المصيودُ ألا تريدُ حريةً 
لن تزول من الأقدارِ . 
أيّها القطيعُ ألا تشتهي  مروجاً
لا تدنسها الضباع ،
فإنّ موكبَ السحابِ يسير في السّماءِ 
يعرفُ أين موقع الجياع .
ما أنبلكَ يا حلم  
فيكَ الحزنُ والفرحُ 
متساويان في داخلِ الأجفان ..
——————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٧ - ٤ -٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق