عذراً بنيّتي..
عذراً بنيّتي
قد أوهموكِ
أنّكِ طفلة
في محيّاكِ
براءة الأطفالِ.
قد أوهموكِ
أنّ الأحلامَ
تخلدُ للنومِ
وأنّ المستقبلَ
يُرسمُ على الرمالِ.
إنّهم وحوشٌ
يفترسونَ أيّ شيءٍ
إنّهم لصوصٌ
يسرقون كلّ شيءٍ
إنّهم تجّارٌ
باعوا أغلى شيءٍ
لا يشبعون من شيءٍ
إنّهُ زمانهم
زمنُ الأعورِ الدجّالِ.
عذراً بنيّتي
إن غزا الشيبُ قلبَكِ
إن ملأ الشوكُ دربَكِ
إن هجر النومُ جفنَكِ
وتقرّح قبلَ الفطامِ خدُّكِ
ونزفَ من القهرِ دمعُكِ
وألبسوكِ يُتمَ الأجيالِ.
عذراً بنيّتي
البسمة تصدقُ دوماً
في العينين
وتكذبُ أحياناً
على الشفتين
وصليل الأمعاءِ
يصمُّ الأذنين
وفي قسماتِ وجهكِ
قهر السنين
يفتكُ بأشدّ الرجالِ.
عذراً بنيّتي
لا أعرف تماماً
ماتتْ الإنسانيّةُ
أم هي نائمة؟
انعدمت الرحمة
أم هي صائمة؟
أسئلة كثيرة
تقضُّ المضاجع
مشرّدة هائمة
ولا إجابات شافية
في كافّة الأحوالِ.
لا تستسلمي بنيّتي
واصرخي يا الله
ليتنا نستطيع
فعل شيءٍ لأجلك
عذراً صغيرتي
قد هُزمنا قبلكِ
سنصرخ معاً يا الله
ليس لنا ولك إلّاه
الرحيم ذو الجلالِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق