وقوف على الأطلال :
آس كليم جئت أنعي حيهم .
فوجدت فيها البوم يصرخ ناعقا .
ووجمت مكتئبا حزيناً بائسا .
ودمعت والقلب اكتوى وتمزقا .
والضلع مني راجف بشنيجه .
وعلى نعيق البوم يرقص شيقا .
هذا الجدار يسف بعض ترابه .
ولرب تلقى قارضا وعوالقا .
أما فذيك الدار خاو بابها .
ألقاه مهترئا جفوفا مغلقا .
تلك الخيام تراثثت أطنابها .
وتراجفت وبها الخراب تمنطقا .
ورقاء تصدح في نشيج هديلها .
وحزين طير للمصادح أغلقا .
ووقفت ألهث قافيا آثارهم .
وهملت من عيني دمعا حارقا .
سالت دموعي في المحادق حسرة .
وغدوت كالطير الحزين مشقشقا .
وجعلت في كفي أكفكف أدمعي .
والصدر من ترح الفراق تصلقا .
فطفقت أبكي الدار حزنا راثيا .
أبكي الفراق ..على الديار محدقا .
وبدأت أسأل : أين هم قد أربعوا ؟.
فالقلب للأحشاء مني فارقا .
يا رحل . أين رحلتم وسكنتم ؟.
يا رحل فيكم ظل قلبي عالقا .
يا رحل قد فتك الفراق بأضلعي .
وغدت ثنايا القلب في محارقا .
هذي الديار غدت يبابا مقفرا .
أضحت بها الغربان طيرا غافقا .
والظاعنون غدوا بكامل رحلهم .
أفلا أرى منهم شريدا فاتقا ؟.
يدلي بدلوه إن أردت سؤاله .
كي أسرج الفرس الأصيل محوصقا .
لأجد في قطع البراري ناشدا .
رحل الأحبة مستميتا تائقا .
يا أيها الوجد المعتق في دمي .
أحرقت في جوفي حشى مترققا .
كم صرت للرحل المهاجر شيقا .
فالغيد كانوا كالنجوم بوارقا .
غيد كما الأقمار في حلك الدجى .
قد كنت فيهم للغرام موثقا .
فكما الرثيث دمى الفؤاد فراقهم .
شطن الرحيل وللمنازل أغلقا
.......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق