الثلاثاء، 17 مارس 2020

هذيان في حظر التجوال للأديب عبد الزهرة خالد العراق

هذيان 
في حظر التجوال
———————
ممنوع التجوال في الشوارع يجعلك أن تتكلم مع نفسكَ في حديث داخلي من القلبِ إلى القلب بين جدران الغرفة ويفترض أنت متحرر من الضغوطات الخارجية والأسواق  .. ربما نحتاج إلى المراجعة الذاتيةِ وإن كانت بصورة صورية لا تدخل إلى الأعماق بل تدغدغ البشرة من الخارج وكأن بعوضة ما تلدغك وتهرب إلى مكان آخر من جسدك دون الخوف من دعسةِ الحكة .
كان في بالي أن ألتقي بأحد القساوسة في دير بعيدٍ عن المدينةِ وهناك على دكةِ الاعترافِ أدلي بكل ما أقترفته من ذنوب وسيئات وما أملكُ شعور البراءة أو الخشية من العواقب ..
 ألخص بعضها خوفاً من رصاصة كاتمة تغتالني وأنا في طريق عودتي بعدما تقيأت ما في جوفي من مساوئ وعيوب ولا أظن أن القس سيصلح ما أفسده الفعل  وإن قيدني بأعتى السلاسل وأقتادني إلى أظلم زنزانة لا ترى النور منذ تم سقفها بالكونكريت .. 
سأعترف لكم بكل جراءة ولن أستر سريرتي رغم أنا أقف على أبواب الجحيم دون حساب  ..
أرجوكم لا تأخذوا علي جريرة نفسي فهي الأمارة بالسوء لا تبرأ ذمتي ..
مفارقات لن أتخلص منها
-أكرهُ من يكونَ أشطر وأذكى مني خاصة إذا كان من مدينتي .
-أكرهُ من يكتبُ قصيدةً أحسن من قصائدي ولا أكترث بشعراء مدينتي .
-لا أحب الأغنياء ولا الفقراء .
-لا أحب المخلصين ولا أحب المتقين ، لكني أحب جدا المنافقين المادحين لي رغم عيوبي .
-أحب أحزاب السلطة لانهم يعرفون كيف يمتصون لحم الشعوب دون أن ينسوا التخدير .
-لا أحب أخدم بلدي وبالفعل لم أعمل في مؤسسات الدولة طيلة حياتي لكني ملئت الوطنَ بضجيج الوطنية .
-أكرهُ صوت الفرح من يدخل داري .
-لا أحب من يرثي أخي أو ينعى وفاة والدي .
-لا أحب النقد أو النصيحة  .
-أرد التحية فقط للجنس الناعم .
-أشعرُ أنا بالجنة والباقي في النار .
-أنا أكبر من الجميع ، متكبر جدا  .
-لا أريد التجديد أتمسك بكل أشيائي القديمة  .
-أقلد حركات أصدقائي وأبتعد عن تقليد أبي ..
-أكرهُ أن أسدد ما بذمتي من ديون  ..
-لا أسامح من يخاصمني ولا أفكر يوماً الصفح عنه ..
-أمور كثيرة سلبية لا أستطيع التخلص منها لا تحصى ولا تعد  .
تصبحون على يوم آخر من الحصار..
————
عبدالزهرة خالد
البصرة ١٧-٣-٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق