””””” حلمي في جنسية “““““
... و يقال ... أنا طفل عربي أبي
أو لربما ... هكذا أنا
أبائي فاقوا النجوم في العدد ...
لا يهم من أين أتيت و من أكون
أأتيت من هذا الصلب ، البطن
أم من عدم ...
و كيف هم أشباهي
و كم مني و كم أنا أتعدد ... !!!
لن أدقق كيف وجدت و أتواجد
فحتما من مكب النفايات
حيث يُقذَف بالتاريخ و حرمة البلد
و يُذَوّب الوجدان و تُمعَق الأكباد ...
منذ الولادة و أنا أناشدكم
أن تبتاعوا لي وطنا
فأنا هنا ... لا أنتم أهلي
و لا أنا أنعم بعبق البلد
إن لم تتصحر روحي ستتجمد ... !!!
اليوم أملي في أن أبيع نفسي
و بأبخس الأثمان ...
تكفيني زجاجة حلم معتقة
أثمل ما تبقى من حياتي
و محبرة لا يهجرها مداد ...
و بعض بقايا أقلام
لأرسمكم كما أنتم
فصيل لا يشبه فصيل
و لا أحد فيكم يشبه أحد
و مبارك عليكم الفساد و ما أفسدتم
أولستم ملح البلد ... !!!
من يشتريني منكم أيها الغرب
فأنا بآلهة الأعراب كفرت ...
من منكم يعتق رقبتي عبودية الشرق
و يهديني جنسية
أذوب فيها و الشوق
لا تحمل تاريخا و لا مكان الازدياد
و لا هوية تنسبني لأي بلد
أكون ممتن لكم ... للأبد ...
أهديكم قلبي الصغير
يعبق عطر زهر الياسمين
و روحا تقتات فقط عبير الرياحين ...
فأنا طفل منذ أن ولدت
ما وجدت مضاربنا على عهدها
و لا صانت العهد
في أن نتشارك الماء ، النار و الكلأ ...
مذاك أعلنت عصياني الملأ
بأن أصوم السمع ، الكلام
و الأكل بطول الأمد ...
امنحوني جنسية
أهبكم مفاتيح أسرار كل بلد ...
نحن قوم إذا شبعنا
يصمت فينا زئير الأسد
و نخلد بنا جميعا السبات
و إذا جعنا نأكل أبناءنا ، أحفادنا
و من في المهد ...
نُألِّه كل من تصدق بشق فتنة
و نكفر برافع السموات من دون عمد ...
و إذا ثرنا لا نعلم السبب
نحرق الأخضر ، اليابس
و في ذلك نبالغ و فيه نتعمد ...
كل ما نشتدق به من شعارات
مآلها ... مآل الزبد ...
و إذا نفقت شاتنا
نتقاتل على الكبد ...
حلمي يا عالم ... في جنسية
لأرفع هامتي و لأرى أحلامي بألوان الحرية تتراقص و النجوم كلما نظرت إلى السماء
و كلما أطلت النظر حياني القمر
و كلما دست الأرض
أسمع دبيب الرحمة ...
فأنا طفل ما زلت ألهو
و لا أعلم كيف و من أين تنبع الضغينة
أمن الوجدان جميعه ، القلب أمن الكبد ... !!!
حلمي يا عالم ... في جنسية
امنحوني جنسية
أهديكم قلبي الطفولي البريء
تغذى من المهد حليب الأنفة
و ترعرع شبلا و ما فارق عرين الأسد ...
حلمي يا عالم ... في جنسية
امنحوني جنسية
فأنا لست أزمتكم في أي قضية
لا أنا فيها العقدة و لا فيها أنا الحل ...
لا أريد العيش رقما في عدد
أنا مجرد روح شريدة
أضناها البحث عن جسد ... !!!
حلمنا يا عالم ... في جنسية
لا تدعوا أطفالا منذ المهد تستنجد
لا تدعوا أطفالا حقها تشحت
فأول الغيث استنجاد و آخره استبداد
فلا تجعلوا مني طفلا كلما كبر
... كبر حلمه في أن يستبد ... !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق