ليلة الوداع الاخير
يجرحني هذا الليل
فتصعد رائحة الذكرى
من شقوق العتمة ...
كل الأمكنة تحدثني ...
عن رحيل الفراش...
عن احتراق ما تبقى
من الاحلام المبتورة
وعن اجنحة الريح ...
عن الخيل المسرجة ...
التي تنتظر السفر ...
في رحلتها الاخيرة ....
مع الصاعدين الى السماء...
الذين اخذوا معهم كل شيء
خيوط الشمس ونور القمر
ملامح الابتسامة اليتيمة...
وابجذية الفرح التائه ..
وتركوا رائحة عطرهم ...
تخنق انفاس الاشتياق...
تلك معزوفتهم لم تكتمل بعد...
رحلوا وعيون الناي تبحث لها
عن دموع تغسل بها انينها...
ضجيج الصمت يتاوه....
لم يجد كلاما بقدر الماساة...
ليرسم جروحه المخبأة....
هذه الليلة حبلى بالاضداد...
زمهرير الشتاء وحر الصيف...
سكون الجسد السائر ...
نحو سجن اديم الارض ...
وتحرر الروح المحلق بلا قيود...
زمن فيه تبدأ رحلة اللازمن
ورحلة اللاعودة .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق