الخميس، 24 ديسمبر 2020

( فصول الذاكرة ) بقلم الشاعرة أمل عبق الياسمين / سوريا

 ""فصول الذاكرة""

... يتسلل الخريف إلى قلبي و تتعرّى أغصان روحي من أوراقها ... بحثت عنك في كل الوجوه .. علّني أجد ملامحك .. افتقدت ضحكة قلبك .. أين باقي أشباهك .. ؟
أيعقل أن تكون الأرض بهذا الحجم و أن لا أجد  شبيها لك .. و صوتك يلاحقني صداه و كلّما هممت بمعانقته ضاع مني .. كان غصنا تسكنه النوارس و أرضا من النور تملؤها السنابل و في حنجرة الوجد تستبق حروفي .. !!! 
أريدك لقاءا يرتدي رئتي فيكسوني غيابك أثواب الصقيع لفجر بارد الأطراف ألملم أحزاني و أنسج من خيوط المواجع أشرعتي و لا موج يوقف مدّي و أنا العابرة بحري أجرّ حقائب حزني وحدي و لا غيرك معي .. ظلك الذي يحلّق حولي كلما  مددت طرفي إليه ناء في بعده و احتضر وحيدا .. أتفقد اشلائي داخل ذاكرتي و بين ضلوعي لهيب تلظى و في خاطرتي ظلال الوجع و عبر مسامي شوك الوهم ينهمر شوقي شرفات قلبك قلقا .. و من قلق إلى قلق أسافر إليك فيتبلل معطفي بمكر الغياب الطويل .. كم من مرة أتيتك جافة أكنس أمنياتي اليابسات كظل خجول خاوي الوفاض و أرتجي لقياك ... 
ألملم ذرات صوتك من مناقير الصباح و بقايا صدى أنفاسك لأدثر بها روحي و كلّما حاولت الكلام أنطقك والمفردات صائمة على ثغري .. أغرغر الوجع مرّاً خلف خنجرتي و يُهرَق عطرك على أوجاع أبجديتي ... 
يا أنت يا وجع الصحاري في عروقي يا حنين الحزن في رئة الجبال يا عطش البحر لشوقي .. أنت يا ألم السؤال .. ما زلت أستمدّ نورا لقلبي من شعاعك الممتد نحوي مثل قوس قزح ‎و أنت تجول سري ، جهري و ثنايا ذاكرتي‎ .......! 

بقلمي ..
أمل عبق الياسمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق