🌹وطن يستوطنني🌹
من قلب الأمنيات
و من كنف الباقيات الصالحات
و من نبض القلوب المنكسرة
بثقل جميع الحسرات
أرصفة التاريخ أنبعث ..
و من أجل المخلصين الصامدين
وسط كل هذا المآل الفاقد الذاكرة
الذي أعاد إلينا فصيلا كان قد انقرض
فصيل اللاهوية .. فصيل العبث ..
فلا مجال تبقى لتنميق الصور
فصيل أصبح يدرس نمطه كظاهرة ..
هي كلمة و لا بد منها رغم الإكراهات
لأبوح بما استشعرت و لا أسف إن اختفيت ..
لن أولي ظهري و إنما منه سهادا تعبت
لا بأس إن أنا لبرهة نمت
فمنذ الولادة و أنا أمشي
و لا عن هدف المسير توقفت ..
و لكي ألتقي بك .. أقتنص بعض حلم
ما دمتَ حقيقة عليَ امتَنَعَت ..
يا وطني الحاضر ثنايا المحن
يا وطنا حمل دهرا كل الأشجان ..
.. يا وطنا طريح أنظار العالم
يا وطنا يحمل عاتقه سقف السلام
ما مل منه حملا و لا اشتكى الألم ..
فما أعظمك .. و ما أحملك
و أنت الكريم و ما أكرمـك
يا لهاث المنقبين ملاحمـك ..
.. يا وطنا ..
يا وطنا اغتسلني دمعا ،
طهرني حزنا و ألهمني التوقف
و إعادة النظر ..
كل يوم دروسا يعلمني
و كل يوم في صلاتي ينبهني
لأتلوها سرا و علانية :
" كل الأوطان أوطاني
و أنت وطن يستوطنني" ..
على كل الأوطان أجدني
و كل الأحلام لا تختمر
إلا وطنا هو بكل الأوطان
و حقيقة عليها ينثرني ..
.. يا وطنا ..
يا وطنا من كل مطب تنتشلني ..
قلبي اعتل صفعات الزمن
و اعتل كل أهوال الشجن
و ما عاد للحِمل كما كان يحتمل ..
و من أجل الأوطان يا وطني
كم من قلب يكفيني
و أنت الوحيد درب محنتك
من شظايا قلبك تهديني ..
فما أروعك
دام النبل و العطف في كرمك
دمت قيد النبض
و أنت الكريم فما أروعك ..
.. يا وطنا ..
يا وطنا منتصبا ثنايا المحن
يا وطنا بكل الأشجان و ما استكان
يا وطنا رقيبا علينا جميعا و لنا ما أهان ..
فما أعظمك .. و ما أحملك
و أنت الكريم و ما أكرمـك
يا لهاث المنقبين ملاحمـك ..
.. يا وطنا ..
يا وطنا يلقحني النباهة كلما استفشت البلادة ..
منذ أن بدأ التزاحم على المناصب
و قصف قطعان الأرانب
كسرت المصابيح الزرق
و خبأتُ الحمائم و كل السناجب
نكست الرايات البيض
و نزعت رمز الهلال و معه الصليب
اندسست أحضان ملاجئ الغرباء
و ابن الوطن .. أنا .. صار الغريب ..
.. يا وطنا ..
يا وطنا جاثيا يحرسني مقصلة الخيانة ..
عجبا ففيها لا يقصف الإنسان
و لا الحيوان و لا بئر نفط
لا البيوت و لا شجر السنديان
فالكل بمأمن يعيش الأمان ..
.. يا وطنا ..
يا وطنا يحمي تاريخ كل الشعوب
و من كرمه يرحم الخونة ..
لم أكن أعلم أن بعض البشر
و لأجل مصلحة يُأَلِّهون الإنسان
و يصنعون على مقاسهم
ملائكة و جنة و حفرا للنار
و يربعون عروش محاكمهم
كل الحشاشين الشياطين
و يمنحون القيادة لشيطانهم الأكبر
يحتكمون لدستور
ما عرفه لا عصر الحجر و لا النار ..
.. يا وطنا ..
يا وطنا شاهدا أقنعة الشهامة
تحجب عنهم النذالة ..
جعلوا من أنفسهم فصيـــــــــــلين
فصيل الأتقياء و فصيل الأنبيــــاء
و جعلوا أبناء الوطن هم الأشقياء ..
.. يا وطنا ..
يا وطني الحاضر ثنايا المحن
يا وطنا بألف ليلة و ليلتــــين
يا وطنا وحَّد كل من يسكــنه
تحت لفظة آمـين
يا وطنا علم الكل
كيف يستنشق عبق الياسمين ..
.. يا وطنا علم العالم
كيف يعيش الســلام
و ما انقلب و ما استســلم ..
فما أعظمك .. و ما أحملك
و أنت الكريم و ما أكرمـك
يا لهاث المنقبين ملاحمـك ..
.. يا وطنا ..
يا وطنا يبكي معي كلما أَنَّت جراحي ..
و ينبهني أن لا أخاف
فلا خوف على شعبي انقطاع الكهرباء
و لا اختفاء الغاز و معه الماء
أخاف عليه إن هم قطعوا عنه الهــواء
و بالكاد يتنفس الصعـــــــداء ..
.. يا وطنا ..
يا وطنا يرسل مع الزاجل من الحمام
أرصدة كل الأنذال اللــــــــئام
تضخمت حد التــــــــــــــخمة
من تجارة الأفئـــــــــــــــــــدة
تخص الأموات الأحـــــــــــياء
و ما تبقى من الأيتــــــــــــــام ..
أدقق النظر و أبكي بكاء طفل
على زمن حمل الود و الوئـام
أخشى أن لا يعود
كسابق العهد من الأيام ..
.. يا وطنا ..
يا وطنا أبكــيه
و هو الجريح يواسيني ..
يا وطنا أشيعه
و هو الذبيح يعزيــــني ..
بالله عليك يا وطــــني
ولدنا من مفاصل الغربة معا
و عشنا بالقلب الواحـــد معا
و تخمنا من الأشــــجان معا
و ذقنا مرارة الخيـــــانة معا
و عشنا الوعود الكــاذبة معا
كيف تستحملهم و لا أحد عنــك ســـألني
كيف ترحمهم و لا أحد خيرا بك أوصاني .. !!!
أعلم علم اليقين
أنك لن تتخلى الياسمين
أعلم أنك من رماد الخذلان
تنبعث كطائر الفنيق
و من تحت أجنحتك تأمننا الأمان
و أنت القابع عقر التاريخ
و أنت المتواجد كل الأزمان ..
فقط دعني و لو مرة
أمسح عنك الدمع و أقبل جبينك
عدد أشجار السنديان ..
دعني أتذوق طعم الدمع لديك
فإني أفتقدك و أفتقد ملح الوجدان .. !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق