. ضباعُ البيت
خرجنا من سراديب الحروبِ
دخلنا في متاهات الدّروبِ
دروبٌ في مجاعاتٍ وفقرٍ
شعاراتٌ تُجمِّلُ في الكَذوبِ
وقَولُ الصّدقِ يقبعُ في سجونٍ
وشمسُ الحقّ مالت للغروبِ
فمن دفعَ الدّماء وغابَ عنّا
لنَحيَا نحن من بعدِ الخطوبِ
دموعُ بنيهِ مالقيَت مغيثاً
ولا من جاء يُدفِئهم بثوبِ
جميعُ الميّزاتِ لها طريقٌ
لِمَن في الحرب لاذوا بالهروبِ
تصالحَ مَن بغى مع من تولّى
زمام الأمر في عيش الشّعوبِ
فنالوا بعض ما خسروا بحربٍ
لغدرِ الجيش في سعيٍ دؤوبِ
غلالُ القمح ما قلّت ولكن
ضباعُ البيت تنهشُ في الجيوبِ
قصورٌ فوقنا هم يسكنوها
وباقي النّاس تسكنُ في الثّقوبِ
فإن جالوا على الأحياء يوماً
يكون الشّرق في غربِ الجنوبِ
وإن طالبتهم يوماً بوعدٍ
أمجنونٌ تُجاهرُ بالعيوبِ
ولكن إذا نظرتَ إلى الضّحايا
رأيتَ النّاسَ سوداء القلوبِ
فربُّ الخلق لم يظلم وحاشا
ولكنّا بأفعال الذّنوبِ
إذا الآباء لم ترحم بَنِيها
ولا الأبناء ترضى بالسّغوبِ
ولا العذراء تسمع من أبيها
ولا الفرسان ترضخُ للرّكوبِ
كفاكم يا بني أمّي كفاكم
بلادي صابها لون الشّحوبِ
جنودٌ همّها تحمي ثراكم
وأنتم في تقاسيم الطّروبِ
فخمرٌ ثمّ رقصٌ ثمّ بغيٌ
غدوتم في تباشير الرّسوبِ
عدوٌّ بات يعرف ما ذخرتم
ويغتنمُ التّردّي للوثوبِ
فلم يأتِ العدوُّ على غيومٍ
ولكن كان من شعبٍ لعوبِ
فعودوا علّها ترتدُّ عنكم
ونخرجُ من نتاجات الحروبِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق