" الحب في ليلة عازفة "
سأعزف ما شئت لحنا يعيد ْ
نغيمات حب بأحلى قصيد ْ
ولكن يا صاحبي وتري
ستبكيك ألحانه لو تعود ْ
فلي قصة في الحياة لها
من الحزن في الحب ألف نشيد ْ
ولو أنك اليوم تسمعها
ستمطر عيناك نار الخدود ْ
كما قمر فوقه قمر
يناغيه شجوا بعزف فريد ْ
يغني بأعذب بلبلة
وأطرب لحن أماني الوحيد ْ
يسامر جنح الظلام حنينا
إلى غائب حاضر في الوريد ْ
يناديه حتى يكاد نداه
برغم الخفوت يهز الوجود ْ
ويضطرب الكون من دندنات
كموج البحار بعصف شديد ْ
وتوشك نار نشيج المآسي
بأن توقظ الآه منها الرقود ْ
ويسهر في لحظات شجون
زمان وصال كليلة عيد ْ
تذوب قلوب القساة وتلقى
حياة كروب الفراق الجمود ْ
وتسعد بالقرب والحب روح
كما يسعد الأرض روض الورود ْ
يغني ألا أيها الليل قل لي
متى حضن ذاك البعيد يعود ْ؟
وإن زاد وهج اشتياق التنائي
فهل لي بغير التداني خمود ْ؟
أليس الهوى وصل أهل الهوى
أم الأصل أن يصطلى بالصدود ْ؟
لماذا أحب الذي لا يحب
كحبي وعشقي الكبير العنيد ْ؟
لماذا أحن إلى من يضن
بشوق وتحنانه لا يجود ْ؟
لماذا يرى دفء عاطفتي
ونار المشاعر فيه البرود ْ؟
لماذا أسوق إلى من أتوق
حياتي كموكب عرس الشهيد ْ؟
وكيف أعيش بجيش شجوني
وطيش جنوني رفيق العقود ْ؟
إلام ظروف الهوى بالنوى
تساوى الطريف بها والتليد ْ ؟
أهذا يسمى لدى العاشقين
هوى أم هوانا إليهم مقود ْ؟
هنا أيها الليل أسئلتي
بأغنيتي والجواب شريد ْ
أزيدك لحنا .. جميلا.. شجيا
لتعرف خاتمتي ما تريد ْ
هرمت من الحب لكنني
ولو شاب دهري بعمر الوليد ْ
أنا الحب ليس ينازعني
سوى الجهل لكنه لن يسود ْ
أنا أعشق الناس قولا وفعلا
وشعرا يخر له كل طود ْ
بنيت له في العقول قصورا
وأسكنته جوف ذات النهود ْ
وصرت - إذا وصفوا الحب يوما -
أنا البحر والعاشقون مدود ْ
سأبقى وكل نجوم الدجون
وهذي اللحون علي شهود ْ
حفظت الهوى حين ضيعني
فمن في الاخير هو المستفيد ؟ْ
سمعنا مواثيق دنيا الهوى
فأين الوفاء بكل العهود ْ ؟
وأين الشعور الجميل الغزير؟
مضى كل ذلك مثل الوعود ْ
إذا شحن الكاذبون قلوبا
بكرت الهوى لن يدوم الرصيد ْ
فما الحب إلا كروت وفاء
وصدق ونطق بغير قيود ْ
هوى الصادقين هواء عليل
وليس لكل هواء حدود ْ
بقاء التعشق أمر محال
وأهل التشدق فيه قرود ْ
إذا اجتمعت فوقنا معصرات
فلن يحيي الأرض صوت الرعود ْ
ولن تشرئب لغير القطار
فإن حبست ْ ما غناء الرعيد ْ؟
كلام الحبيب حياة المحب
وهذا بشرع هوانا أكيد ْ
وكل هوى لا يضاهي هواك
جدير بأن لا تريه الخلود ْ
ومن أخلص الحب أرخص فيه
غلاء انقطاع بوصل زهيد ْ
أيا ليل هذي جحيم حنيني
فلا بارك الله فيمن يزيد ْ
ولا عاش مما أرى خاليا
ولا كان في عالميه سعيد ْ
كفاك من اللحن ما قد أتاك
ودعني فليس لدي مزيد ْ
لقد أوشك الصبح أن يستفيق
وكل الصباحات مثلك سود ْ
ولو أنني أعزف المظلمات
فلن يعرف الشمس يوم جديد ْ
بقلمي أنور محمود السنيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق