***الإبن الغائب*** (الجزء الثاني)
................... انقطع الإتصال وبه قطع حبل التواصل بينهما ... تنهدت وتمنت ان يعود ذلك الطفل الصغير لأحضانها ليؤنس وحدتها فهي لن تغضب من بعثرة العابه في كل مكان ولن يؤلمها رأسها من ضجيجه.... لكن ذلك الزمان لن يعود وذلك الطفل كبر و غادر نحو عالم اخر غريب عليه بعيد عليها..... ......
...... في الضفة الأخرى يجلس الشاب في غرفته والحزن باد عليه ، فهو اضطر لقطع المكالمة حتى لا تخنقه العبرات ... هو يعرف قلب امه الرقيق ، لا يريد ان يخدش مشاعرها .. كذب عليها وهو الذي ربته على الصدق والقيم النبيلة ... نعم كذب عليها في هذه....هو ليس بخير ، ليس سعيدا .. صحيح هو في بلد جميل ، متقدم ، مزدهر ، كل سبل الرفاهية متوفرة فيه .. لكن هناك شرخ في النفس لايمكن تفسيره ، هناك تعطش لماضي بعيد ، تعطش للأصالة فيه .. علمته أمه أنه سيزهر في اي مكان يذهب اليه.. لكن لما لم يزهر بعد .. جذوره لم تتأقلم مع تربة هذا البلد .. ربما هي ليست تربة خصبة ، او ربما هو نبتة نادرة لاتزهر في اي مكان ومع اي شخص... ابتسم في نفسه ونفض غبار روحه الذي لفه فعليه مواصلة التمثيلية وآداء الدور بإتقان... دور الفتى السعيد بعمله و بحياته .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق