" ذكرى الترحل.."
إذا أَخَذَ الذكرى الذين تَرَحَّلُوا
تَمُوتُ عِظَاتٌ في الحياة وَتَرْحَلُ
عليك بذكراهم لديك فَدَرْسُهُمْ
عظيم...جميل... والمواعظ أَجْمَلُ
ودعهم كما شاءوا فلا شَكَّ أنه
سيحضنهم صَرْفُ الزمان المؤجلُ
ويبقون في آلام بُعدكِ عُنْوَةً
ويلقون في الأيام ما لم يؤملوا
ولا كنتَ ترجو مِنْ وفائك أن يروا
إذا مَسَّهُمْ دَهْرٌ أشدُّ وأنكلُ
فقم للذي اختار الرحيل مودعا
وإن كانَ للتوديع روحٌ تَزَلْزَلُ
وداعا وعيني ما بكتكم وإنما
فؤاد خفوق في ضلوعي يسألُ :
لماذا ؟ علام البعد ؟ قُلْتُ مُعَلِّمًا :-
صَهِِ..ليس يغني الراحلين ٱلتَّعَلُّلُ
وليس بِمُجْدٍ عَتْبُ وُدٍّ له يَدٌ
تَخِيطُ بِجِدٍّ حَبْلَ بُعْدٍ وَتَفْتلُ
ولو أنهم أَهْلٌ لما فيك مِنْ جَوًى
لكان لهم مأوى لديك وَمَنْزِلُ
فلا تحسب الترحيل منهم تَرَحُّلًا
فقد صابهم بالضد منك ٱلتَّرَحُّلُ
وَمَن يرتحل عنك اختيارا فإنه
-إذا لم تكن ترضى الرحيل- ٱلمُرَحَّلُ
بَقَاءُ الذي لا خير فيه مُصِيبَةٌ
وأعظم منها -لو علمت - التغلغلُ
فلا تبكِ مما قد أصابك من أسى
ولا تشكِ يوما لو أرابك مقبلُ
وإن كنت لا تدري فهاك نصيحتي
تَعَلَّمْ من الدنيا الذي كنت تجهلُ
أعز حبيب مَنْ يبادلك الوفا
وأهون حِبٍّ مَنْ يخون ويقتلُ
تناسَ وَوَدِّعْ مَنْ جفاك مُفَارِقًا
ولا تكترث - ياقلب - لو يترحلُ
بقلمي/ أنور محمود السنيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق