....... ويبقى الليل أواها......
كأن الليل إن طال بنا بحر
كمثل الموج بالشط له مد
وفيه العشق أواه له ألق
وتعرفنا له نجمات تحتد
تذكرنا بلون عيونك السمراء
يفيض القلب بالدمعات لا رد
ويمضي اليوم متكئا على أمل
وانظر فيك آمالا لها غد
ويمضي الأمس في دعة نودعه
جرى بالشوق كم ذهب له وفد
وبدر قد تعاطانا له ضوء
يثير القلب أشجانا له وجد
أسير فيه كم كان له قيد
وقيد الحب ياقومي به سهد
وتبقى عندي آهات أرتلها
ويحملها لهم ريح به ود
وكم في الليل من أمر له مر
ويأتي الصبح ما عاد له شد
وقيدي في الهوى انت أيا أنت
أتدري القيد كم يقسو ويشتد
ويبقى المر اكوابا لها نشرب
وما بالمر من ألم هنا يعدو
يذوب فينا كم كان له رفض
وما بالرفض ذا القيد سيعتد
يميل فينا كم مال له حض
على قلب ثوى عندي لنا يشدو
وفينا الصبح كم كان له ضوء
يزيح الظلم إلاه وإن سدوا
له طرقا وكم كانت لنا طرق
وتمشينا ونمشيها له قصد
بأن القلب لو عرف له سبلا
لما ترك لك دربا وذا وعد
وهذا الظلم في صمت يحدثني
بأن هواك لي أبدا ولن أعدو
أظل الليل في سهر يناهضي
صياح الديك إن صح لنا عد
الأمر فيك يا قلبي هوى حب
حفيا بين أضلعنا له سعد
ويبقى الشوق أواها هنا يحكي
عن الأحباب والحب فلا يعد
ويسري فينا كالطل لنا أحيا
ويمشي في نواحينا له شهد
ونشرب منه ما شئنا ونطعمه
به العسل لنا طعم إذا جدوا
أيا ليلا نسامره وكم كنا
لك قمنا وذا جمع وذا فرد
ونعرف منك أشعارا به غنى
جميع الطير إن راح وإن يغدو
وتبقى سماؤك طربا له معنى
وكل الناس كم كانوا له سعد
يغيب الكرب عن دربي إذا جئت
ويبقى نشيدك عذبا له ود
ويبقى الحب مادمت لنا الف
فلا يغدر وإن شد له وصد
من الظل فلا قيظ بنا يحفل
ولا شمس بنا تقسو وتحتد
وليل عندي قد طال به سهر
وسهر الليل أشواق لها سعد
تدللنا تهدهدنا لها جيش
من الأوهام ترقينا لنا مهد
ويبقى الحب سيدتي إلا تعلم
ويبقى الحب كالروض لنا ورد
وإن غبنا ترى قلبي له يسعى
يطوف فينا في ليل له ورد
فلا بر يوارينا من العصف
وكيف منه نختبئ له مد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق