على سهو من لقاء متأخر
.. ..
صديق ما من أواسط حقول الزيتون ، من تلافيف شمس الصبا والشباب ، من مزن الماضي الذي فجر شلال الأعراس على عادة السواقي تستضيف غناءنا المشاع بين خميلة ترفت بنا رفولا على أجنحة نسيم يغازل البساتين فتهيم الأعشاش السكرى ملئ أغصانها المنشرحة على خصر الماء ،صديقي المتسلل من صدف عجيبة خارج ضجيج الركض .
قرأت أنا وصديقي ضحكة العيون مروجها ذكريات ، هي برهة التجلي من رونق الذات ملاذاتنا تيه ورحلات ، والذكرى نبتت من شظايا عطش ، من تواتر هوس الأقمار ، وأنسنا عز الطهر ذات تشويق على محطات ، نعم . فحقل الزيتون هو هو حين لامس صباحاتنا هتاف من عشب ندي بين بهارج الهواء ونحن نجني زيتون موسم مشهود على غبطة البساتين التي كانت تحرس شعلة الشباب مفعمة الإخضرار ، كان الشيخ المشرق المحيا ملهم الحقول يستوقفنا على نبع الحلم ونحن أسراب موسم نتوغل في أحشاء الصباح مستأنسين بعيد العبق يتناسل من أرجاء المدينة البكر وهي الأميرة المتباهية بثمالاتنا تراود عطش الرياحين المنتفضة النور ، من زمان كان لنا في الربيع باع يسقي حنايا الروح فتحضننا مدينة الفتنة بحرارة عشقها الذهبي .
في أوج الصدفة انتبهت لملامح صديقي تتراجع بين كثافة التخفي وأنا المستتر في جملة ذالك الصباح الذي تصلب خيطا بين جذوع الحنين المهشم الذكريات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق