* القوقه
*قصص قصيرة
(من دفاتري القديمة)
(كل ما إنخفضت قرية في الوديان السحيقة البعيدة كل
ماغابت شمسها ..وكل ماكثرت قطعان الذئاب فيها ..
فيعم فيها الجهل والتخلف..)
-4-
*الفريسة
من أخفض بقعة على الأرض .. تلك البقعة
السوداء والوجوه التي
لوحتها أشعة الشمس ..
بدأت المركبة بتسلق الجبال
الشاهقة الإرتفاع فوق
الطرق المتعرجة..
المتموجة..
هي أشبه بالثعبان
الشديد الإسوداد
المتعرق ..
ذيله في أول القرية
ورأسه هناك
على القمة ..
وقد تزيد رؤوسه إلى
عشر وقد يتحول
إلى ثعبان إخطبوطي ..
ماأن وصلت العربة
إلى المحطة الأخيرة
حيث الهواء الطلق
النادر اخذت النظرات
الساخرة ترميها
بالسهام المسمومة..
غير عبارات السخرية
فتلتسق بأمها أكثر
وأكثر ..
سارت الأم مسرعة
تجر إبنتها الصغيرة
ذات العشرة سنوات
فقط لكنها تبدو أكبر
من عمرها بكثير ..
كانت تسترق النظر
هنا وهناك بقلق ..
ولجت بها بابا صغيرا
كتب عليه بخط كبير
عيادة الدكتور (ح)
أمسكت الصغيرة
بحافة الباب متشبثة
رافضة الدخول ..
جذبتها الأم بقسوة
اسقطتها أرضا بحيث
بدت للناظر كشاة
تجر إلى المذبح ،
إخترق أذنيها صوت ضحكة
سخرية قريبة
منها نسيت ألم سقوطها
فسارعت بالدخول
هاربة ..
طرقت الأم باب
العيادة ..
دخلت ..
كان الطبيب في الإنتظار..
قال آمرا الفتاة :
-ادخلي ..ويش بيها (أي مما تشكو)؟
أجابت الأم بلكنة لاتختلف
كثيرا عن لكنته :
-والله مابدري ياخوي ..بتشكي
مرة من رجليها..ومرة من رأسها ..و ...
قال الطبيب مقاطعا:
- دخليها الغرفة وإنتظري برى ؟
دخل الطبيب وراء الفتاة
طلب منها الإستلقاء
على سرير الفحص ..
رفع فستانها البالي
المتعرق ..
امسك بسروالها الممزق
ليجذبه انتابها الذعر
الشديد ..أمسكت بسروالها
أنت كالفريسة المختنقة ..
إمتدت يده إلى
أعلى مايمكن
ووجه لها صفعة عنيفة
على وجهها ..
وكأنة يقول لها :
-انا طبيب ..وهذا ( حقي )..أنا أمتلك كل جسد يستلقي فوق
سريري ؟
فهمت لغة نظراته على الفور ..
تركت سروالها ..
ثم قام بجذبه حتى
مزقه تماما ..القى به
في سلة المهملات ..
ثم انقض عليها كالوحش
المفترس ..أنشب اظفاره في جسدها ..
غرز أنيابه في رقبتها..
أنقطعت أنفاسها..
في تلك اللحظات القاسية
رأت صورة أمها في
نفس الوضع لكنها لاتتذكر
مع من ..مع أبيها ..
أم مع طبيبها ..
أم مع رئيسها صاحب المزرعة..
أم مع الدرويش المعالج ..
لاتذكر ابدا ..
لكن هذا المشهد أبدا
لم يكن جديدا عليها ..
بعد ذلك كانت تصل
مع أمها الى الطبيب
دون سروال داخلي
قصير ممزق حتى لاتتلقى
صفعة ثانية.. فتسلم
نفسها له
وتئن كالمحتضره.
تيسير مغاصبه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق