السبت، 26 سبتمبر 2020

( اكتبني حبيبي قصيدة ) بقلم الشاعر المبدع مصطفى سليمان / المغرب

🌹 اكتبني حبيبي قصيدة 🌹

قالت : 
- اكتبني حبيبي قصيدة أو أقصدني قصيدة .. !!! 
قلت : 
- و لما العذاب .. ألا يكفيك أني أعيشك قصيدة .. !!! 
قالت : 
- أعلم حبيبي ... فقط ليطمئن شعري .. !!! 
قلت :
- لم يعرف شعري الاطمئنان قط إلا معك .. فما خطبك حبيبتي .. و أنت تلحين .. تجعلين وجداني يئن .. !!! 
قالت :
- أعشق فيك الوجدان عندما يئن ... قصيدة حبيبي لا غير ... فأنا من سيئن ... قصيدة حبيبي .. سلمت من الأنين .. !!! 
قلت : 
- ضاع لشعري البوصلة و ما عاد كما كان .. ضيعت أحد الأوطان و لم يعد شعري في وفاق مع الوجدان .. !!! 
قالت : 
- من أجلي .. حاول .. !!! 
قلت : 
- سأتلو عليك قصيدة و لن أغير فيها .. فاسمعيها كما هي .. !!! 
و أنا الآن أتلوها على نفسي و تتأملها هي : 

- كرهت الأقنعة .. 
كلها سقطت تباعا 
إلا للغاز مهازلنا سكنتنا 
و أخرى مما صنعت بخس أيادينا 
كأننا في كرنڤال نعينا 
كل وجوهنا بوجه عبثا 
نداري النظر وجع خيباتنا .. 
لا أطيق استعارة الموت 
فكل استعاراتها داعبناها طفولة 
وفية معنا و فينا تقطن 
و ما خانت فينا أحدا و لم تمنن .. 
أجوب حدائق الحطام 
باحثا عن وردة
خبأت فيها عبق عطر
نثرته رياح الشوق قبل إفلاسي 
لعشق مشينا فيه سويا 
طريق الوفاء أمدا .. 
دمرت جميع الحقول ألغاما 
و البساتين الثكلى 
تبكي أناء الليل زهرا 
و أطراف النهار وردا 
تخشبت دموعها 
أسلاكا شائكة 
و ما وجدت إلا القتلى
و بعض الجرحى .. 
كنت أنانيا في عشقي
و ما زلت على نهجي أمضي 
أحرقت جميع سفن العودة 
و حقنت نفسي بنفسي
وباء النسيان تعقلي .. 
لا خلاصا أنتظره
أكون أو لا أكون
مشيئة الأنانية .. 
لا أطمع في أربعة
و لا فيما ملكت أيماني
واحدة تكفيني
هي سر تواجدي 
و فيها يكمن مكمني .. !!! 
قلت : 
- انهيت وجعي .. عفوا حبيبتي .. أنهيت قصيدتي .. !!! 
لم ترد .. التفتُ .. كانت قد نامت على الأريكة .. لو كنت أعلم خاتمتها لما اخترت أن أكون هاوٍ شعرا .. في أن أحيا قصيدة بينما أنا ميت في عشيقة .. ماتت بانتهاء القصيدة .. !!! 

مصطفى سليمان / المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق