سلسلة قصص -طريق سفر -
( في عتمة الحافلة )
-------------------------------------------------------------
-14-
* حدث
بعد المشاحنة
والملاسنة بين
قائد الحافلة واحد
المسافرين قررا أخيرا
الهبوط من الحافلة
والتوجه مشيا
إلى خلف الجبل
للمنازلة ،
ومن يعود ناجيا
سيحرك الحافلة..
لكن...
المشكلة أنه لم يعد
أي منهما.
- 15-
*دخان
الحافلة لم تكترث
أبدا لحرارة
الشمس الحارقة
حتى بعد انتشار
رائحة كاوتشوك
عجلاتها،
كثيرا ماتسربت
إلى انوفنا رائحة
الكاوتشوك
المحترق من جراء
احتكاك العجلات
في (فرن )
الإسفلت المشتعل
التودد لزميلتي
الجميلة ..
الرقيقة لم
يتجاوز حدود
الغزل المستور
خصوصا إنها
كانت هي المبادرة
لكسر ستار خجلي
وتحفظي..
حيث أنني حين
انزل لها المائدة
الصغيرة العالقة
في مؤخرة المقعد
المقابل لها..
وحين آخر أنزل
لها حقيبتها الصغيرة
من الرف العلوي..
البعض أعتقد أننا
نعرف بعضنا البعض
واجمل اعتقاد رأيته
في نظراتهم
هو أننا عاشقان..
معظم من في الحافلة
استطاع النوم
بسبب شدة الحر
أو الصداع..
أو الدوخان،
بعد ساعتان من
الانطلاق..كانت
الرائحة المنبعثة
من جراء احتراق
كاوتشوك العجلات قد
تحولت إلى
دخان بدأ يتسرب
إلى داخل الحافلة
من مؤخرتها
وصاحب ذلك
سخونة شديدة
بحيث أصبحت
الحافلة كالفرن..
الحرارة غير
عادية وتزداد شيئا فشيئا
ثم بدأت الحافلة
تهتز..
انطلقت صرخات
النساء والأطفال المرعوبة:
-قف..قف..!!
-النار...النار..؟
توقفت الحافلة
في وسط الطريق..
أبواب الحافلة الخاصة
بالمسافرين
لم تفتح..
فشلت كل المحاولات
لفتحها..
وحتى ضربات المسافرين
عليها زادتها عنادا..
أشتد صراخ النساء
والأطفال :
-افتحوا الباب...افتحوا الباب!!
قائد الحافلة قام
بفتح الباب الخاص به
جهة الشارع..
نهض الجميع للخروج
والهروب الجميع يريد
أن ينفذ بجلدة..
التدافع تسبب في
سقوط الجميع فوق
بعضهم البعض
فأصبحوا كسمك في
علبة سردين؛ أي
منهم لم يستطيع الخروج..
قبل ذلك كانت زميلتي
قد أرادت الخروج
مذعورة امسكت بي
ولأنني رفعت حافة
المقعد للنهوض تسبب
ذلك في سقوطي
في الممر فيما سقطت
زميلتي فوقي
تخبىء وجهها في
صدري وفوقنا تكاثرت
الأجساد المتنوعة..
المرعوبة..
لكن لو كان يوجد
حريق فعلا فأنه لن
يمسنا بشيء
انا وهي لاننا أصبحنا
بعاد كل البعد
عن النار..
حيث اختفينا كليا ..
البعض قام بتحطيم
النوافذ ليخرج منها
لكنه لم يستطيع الخروج
بسبب التدافع..
كل يريد أن ينجو
من الحريق الذي
لم يكن اصلا..
في الخارج تبرع
الكثيرون من قائدي
العربات باستعمال
طفاياتهم لإطفاء الحريق
الغير
موجود في الأصل..
ثم قاموا بفتح أبواب
الحافلة..
وتم إخراج جميع
المسافرين
بعد طمأنتهم..
حيث تم تبريد الحافلة بالمياه
قبل صعود المسافرين
وإسئناف الرحلة
من جديد.
أحمر الشفاه الوردي
رسم قبلات غير
مقصودة على قميسي
وعلى رقبتي..
وعلى يدي..
هذا كان سببا للصمت
خجلا لكلينا انا وزميلتي
الحسناء لحتى
نهاية الرحلة
و...كان
الافتراق بصمت.
-16-
* مغرم
كانت حرارة الشوق
لاتزال متأججة في
داخلي ...و
لا يطفئها سوى
عودة الزمن .
تيسير مغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق