الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020

( حتى لا ننسى ) بقلم الشاعر عبد الرحيم زاين / المغرب

...حتى لا ننسى...

حين أكتب ما يُمْليه همْسُك سيدتي
لا شيئ يُرى في الأفق
 سوى بصيصِ نورِك الهارب
من تُخوم ذاكرتي.
 بصماتي رثاءٌ بحجم خنيسٍ
لضياع كلماتٍ سَرقتُها... سُرِقت مني
حروفًا لصوت صمتٍ ثائر
 يصبو ترويض  القضاء والقدر
رسما لحدودِ وجودٍ جائر
كتومٍ إلا من آهاتي.
حلمُ ربيعي  ومضاتُ أمانٍ
 حروفُ إغواءٍ تغدي عِشقي
 ترتق تداعياتِ هجرٍ عابرٍ
مكتوبٍ بحبر لعنة القدر
 ويبقى  الوليد مجردَ وعد
 يؤَبّن توبتي...
أساطيري لا تكفي صحائف بياضي
 و محرابك يكابد في السر
لواعج غربتي...
وقار الجبل سراب يعلوه البياض
 و قلبي صحراء مفقودٍ...
 بحرٌ بلا قرار 
هدير بؤسي غوانٍ تواسي
 أنين صمتي.
أطوي البراري خطوات بلون دمي
يروي حكايا جراحي  
سراديب لوعتي.
أراني...  أرى سمائي دغدغاتِ صبي
حين يهجر شيخ النسيان  
حضن ذاكرتي ...دم آصرتي
شطآن بحوري قواف تشهد وهم أسفاري
وكل الصور كل الطرق التي نسجتها 
شُعًّا لمخيلتي
أوهامُ ألواحٍ تطفو كألسنة لهيب
 تشدو ترانيم موتي... نشاز حياتي
 ترفض عنوة كفنا لجثتي...
 التيه سيد الحضور والغياب
نكرة مبتورة الجذور
 في حضن أوطان بثقل تاريخ مبتور
يذكي متاهاتي...
 من المحيط إلى الخليج حصون وقلاع 
جبهات موت حقول ألغام ومجازر
أَقتُل أُقتَل هنا وهناك 
 باسمك اللهم ربي
أبحث في اللسان مرارة نسياني 
 وسر هفواتي...
أبني قصور وهم...واحات في صحاري
أرسم قصور عشقي 
لبذخ ناصيتي
فراشاتٍ حمقى تقبل رحيق أرقي 
و الوزر رسالة بهولِ رداءتي
بانهيار قلاعي... بانعدام الجدوى
 حين لا شيئ يجدي
 تشرذمَ عشيرتي...ضياعَ عترتي
 متوسلا براحي...متسولا براحتي
  نفَسا يحيي رفاةً
 عَهِدتُها ذكرى لدفء ذاتي  
أردد بعدد نبضات قلبي في قرارة نفسي:
 هكذا فُقدت 
هكذا أَفقدني القصيد قداسة عذريتي....
                             عبد الرحيم زاين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق