الجمعة، 11 سبتمبر 2020

( بعيد في السفر ) بقلم الشاعر مصطفى سليمان / المغرب

🌹 بعيد في السفر 🌹

مازال يبحث تيه عينيك  
عن عشق دفين بلون الندى 
يسقيه نبيذ العمر 
كان يبقيه جافا 
يشاكس فيه خيوط المطر 
دله عليه حفيف قمر 
كلما صادفه يسعى جائلا فيك 
تعاطف معه لجمال الذكرى 
و أنت قمره البعيدة في عينيه  
القريبة في بعده 
و هو التائه الضائع فيك سدى 
انقلب ضده العمر 
و عاكسه فيك بعد النظر
منذ ضياعه المضطر 
ضاع الحلم أهازيج الترحال 
أيقن صعوبة الظفر
كم تمنى الإقلاع عنها عادة 
أدمنها عمرا بطول السفر
من قطر في حضن 
لحضن شهد الشفتين 
إلى ناطحات العذاب 
سقوطا مزلزلا صعيد الجنان 
إلى غصن شهقة تعلو الشجر 
كطائر يعشق نقر الأحضان 
و جمع الشجن حبات التمر
يعشق النور و الضياء 
و يشكر السماء 
إن أنارت ليله ليرقب رقص القمر
كل تضاريس الغواية يعرفها
و هو الضائع ثناياها 
و كيف له من نفسه إليك المفر
سريع منتصف العمر
صفيرا مؤلما 
يعلمه نهاية بداية إعادة السفر 
كل المحطات تحتفظ بذكراه
تبكي عمره لاشتياق 
تجهض فيه الحلم للقياه  
و كم إليها وفيا كان 
كل صوره معلقة المحطات
لا أحد يراها إلا عشاق الليل
المسافرون أدغال العشق
التائهون مثله سجناء الوجدان
كل يوم يمضون به مسافرين
في حكايته ينتظرون النهاية 
يتمنون انقطاع الكهرباء 
ليروه في همس الظلام ماثلا 
يداعب أنفة القمر 
و أن تتوقف عجلة السفر 
لقصة يتحقق له فيها مسعاه 
ليهنؤوا رغد العشق في السمر 
و حبيبة حضنه تنعم رقصة نجمه 
و كل النجوم تمجد ذكراه 
تحرس أسرار الغيب أعلاه .. 

مصطفى سليمان / المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق