**** أحلام الشباب وخاتَم سُليمان *****
يعيش الإنسان ويموت وهو يحلم ويتمنّى !!
وبذلك فإن الأحلام والأمنيات هي جوازات سفر غير خاضعة لأيّ تأشيرة .
لِننطلق جميعاً ونغور في أعماق الأمنيات حتى نقرأ الحياة من الجانب الآخر !!.. ولِيَكُن شعارنا..
( ألا ياليت الأحلام تعود يوماً وأقول لها بما فعل المشيب )
عقودٌ خلَتْ وهي مليئة بالتفوق وفِي جميع الميادين العلميّة والأدبيّة والرياضيّة ، حتى صنعت رموزاً نحتفي بذكراهم الْيَوْمَ !!.. ولَم نتوقف عن الإقتداء بهم .
وبهذا .. فإنّ الخيال والتمنّي موسوعة فكريَّة لم تتوقف أبداً ولَم تتقيد بغنّي أو فقير .
تتشابه مقاعد الدراسة في شكلها !!.. لكنها تختلف بأمنيات ساكنيها !!.. فنجده ذلك المُرْشِد الذي إعتاد أن يكتب سؤالاً على السبورة وبالألوان ..
ماذا تتمنى أن تكون في المستقبل ؟.
العلاقات وشيجة مابين الأجوبة ومناهج التدريس..
** فالذي يقرأ ( المهندس الصغير )..يتمنى أن يكون مهندساً .
** والتي تقرأ ( نظارات جدتي ).. تتمنى أن تكون سيدة أعمال وترتدي النظارات .
** والذي يقرأ ( الجيش سُوَر للوطن ).. فإنّه يحلم بأن يكون ذلك الضابط الذي يدافع عن الوطن .
** والتي قرأت ( ملاك الرحمة ).. كانت تتمنى أن تكون الممرضة المشبعة بالإنسانيّة لتداوي المرضى .
هي الأمنيات ..
تلميذان مولعان بالبرنامج العلمي ( العلم للجميع )وهما يتحاوران ..
الأول - ماذا لو كانت الأرض تدور 30 مرّة في الْيَوْمَ ؟.. إنّها الأحلام .
الثاني- لكان الموظفون يأخذون رواتبهم كل يوم !!.. إنّها الأمنيات .
كَبُر التلاميذ !!.. وصاروا طلاباً ..وسأل الأستاذ ..
ماهي أمنياتكم لو كُنتُم تمتلكون الفانوس السحري ؟
ضحِكَ الجميع !!.. وضحكَت الأمنيات !!
** فهذا الذي يُسَخّر المارِدْ ليكون ذلك التاجر الكبير حتى ينقذ عائلته من الفقر والجوع .
** وذلك الذي يريد أن يُسَخّره ليكون الدبلوماسي الناجح ليمثل وطنه بين الأمم .
** وَتِلْك هي الإبنة أمينة التي تُسَخّر المارِد لتكون الأمينة في عاصمتها وتزرع الشتلات بين الطرقات .
** والآخَرْ وليس الآخِر الذي يُسَخّر المارد حتى يُسَلّط الأضواء على الجياع في العالم ليُطعِمهُم .
إنّها الأمنيات والأحلام ..
تقاعَد الأستاذ .. ليسأل الْيَوْمَ ..
ماهي أمنياتكم لو إمتلكتم خاتَم سليمان ..
بهت الجميع !!.. يعرفون الخاتم !!.. ولايعرفون سليمان !!
كان الأول يتمنّى أن يكون شبيهاً ل( مسي ) وإمتلاك الحذاء الذهبي .
وكانت هي الثانية تتوسل الخاتم ليأخذها مَشفى تجميل الأنوف !!
وهو الثالث الذي يعزف للخاتم حتى يكون ذلك المطرب صاحِب الحنجرة الذهبيّة .
نعم هي الأمنيات وماجادَت بها الأحلام والخيال المحصور مابين قوسي وسادة النوم .
الآن .. وعندنا التصور الكامل عن هذا الإستبيان !!.. حتى عرفنا مدى تأثير الأفكار المستوردة على عقول الأبناء !!..
قالها الشيطان فلاتلوموني ولوموا أنفسكم !!
الفراغ الكبير الذي أحاط أبدان الشباب قتل الطموح وشلّ العقول حتى تميّزت بمحدودية التفكير فكثرت الأمنيات المخبوءة تحت طيات هذا التفكير المرهون بالتطور التكنلوجي الذي سميناه بالسلاح ذو حدين !!
الغريب في الأمر ..
تطلق الدراسات وتعرض للمناقشة لإيجاد الحلول الآنية بالخروج من هذه الهيمنة القاتلة التي سيطرت على عقول الشباب !!.. وَمِمَّا يزيد في الغرابة ، إن الحلول لاتحتاج إلى دراسات !!.. وإنما إلى قرار من أصحاب القرار حتى تُطَعّم هذه العقول الشبابية ذات الطاقات الكامنة لتملأ جميع أروقة المؤسسات حتى يليق هذا الاسم بهذه المؤسسة أو تلك .
ومن هذا نقضي على الحد السلبي للتطور التكنلوجي بقتل الفراغ ! .. وإعلاء الحد الإيجابي لهذا التطور حتى نسابق الأمم .
عيدان آلِ بشارة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق