صاحب الخريف
.. ..
كل يوم يصطحب معه أمل جديد ، منتفض بين قهوة سميكة الرغوة محمومة النكهة ، شديدة السواد وسيجارة من هامش الشارع تتآكل على شفتيه هشيم فصول ، في عينيه تتكاثر زوارق رمادية تحمل رايات أرق متصاعد الأنين ،
عرفته حين ذبل حلم من ورق الدوالي على منعطفات الغبار ، فازددت في معرفته حين نثر على وجهي كوابيسه المالحة كما بعض رؤيا نفقت من شعفه في تأويل الدوران ، فبدأت أقرأ بين حاجبيه المعكوفين أعجوبة الوفاء ولغز تمائم الحب والزواج وبعض توابل من فقر يتمدد على صقيع أيامه العجاف ، كنت بين الحين والآخر أقبض على عصافير أحلامه أتسلق بوحه الذي يشتد مع عواصف الحظ ، كنت مجنون إصغاء لأجراس مغامرات تتحرك من كثافات دخان يصدم الهواء ، ولكنه بقي ذالك الصاحب الذي يحمل أثقال الفهم يعاشر أحلامه بفراغ يكفهر صباح مساء ، والمطر الذي إئتمنته خوالجه تجمد في دهاليز الحكاية يعصر قلبه الكبير وهو البصمة في زمن يبكي انسداداته الخارقة ،
بقيت هكذا جلمود صديق لا يع ما يدور بين قهوة وسيجارة في نسخة إنسان صاحب يجلد أيامه فتذوب منه عينان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق