أقصوصة: أنا وصديقي وحمامة.
ضربت في الأرض أسحب أشلائي إلى بقاع لم يبلغها انسان علني أجد مستقرا. طويت الأرض, صُدمت حين وصلت . أبصرت من سبقني, لاح عن بعد ذو شكل ثلاثي. دنوت, كان صديق عنائي, استفزه سؤالي:
_ ما الذي دهاك؟ وما أدراك أني سآتي أقتفي جنون كلمي؟
_ علم الحساب.
_ أَوَ تنبذ الحساب مثلي؟
صاح مختنقا وقد بدا لي فشل في الاختبار:
لست من أهل ذمة الحساب, أتظن أن سجيتي تتماشى وعلم الحساب, أن أصالة نفسي ترضى بعلم الأعداد؟ يا صاحبي أنا شريد الحمامة المطوّقة...
_ أسألك صديقي ما الذي حملك على المجيء إلى هنا؟.
_ اسأل الحساب.
_ عمّ؟
_ عن يده الملوثة بالعدّ , عن صدّه للحمامة.
_ لم أفهم لغز الحمامة؟
_ اصغ سمعت من دائرة أنها غادرت أرض خفقها واستوطنت أرض القفر تريد صكّ الحساب.
_ أَوَ ارتدّت عن أرض الخفق؟
_ علمت أن يد سجَّانها فارغة غير ولودة للرنين فانسلخت عنه لذلك سألتها: أعُدتِ إلى يُبس القلب؟
أجابت:
" هكّة طلعت الحِسْبةُ"
_ أية حسبة يا ابنة ليلى؟
_ أتَعِبني ! , لتعلم أن الحساب انتشى.
وقف صديقي عن الكلام, لعب بشعره وقال:
صدقني أنت في زمن الصكوك.
أجبت:
عرفت فلم أُعاند, عدت إلى "طوق الحمامة " أسمع نواحها, أواسي نفسي وأُواسيها.
قال صديقي:
وماذا أفعل وأنا الذي كفرت بعلم الحساب؟.
قلت:
_ آسكن "طوق الحمامة" لقد وُئِد فيه الخفق, عُد فقد تركت لنا ما يكفي من لواحِق العذابات وتوابع الزوابع.
حاتم بوبكر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق