الجمعة، 26 فبراير 2021

( خيمة الرياح الماجنة ) بقلم الأديب تيسير مغاصبه / الأردن

خيمة الرياح الماجنه 
       قصص
بقلم :تيسيرمغاصبه
-------------------------------------------------------------
                 -٥-
               المطر
وضعت الحرب اوزارها بهزيمة نكراء للعرب...هكذا 
سمع الطفل، لكن ..إستمر هطول المطر ..والثلوج ..
والانجماد ؛وذلك الرجل الخمول إعتاد على العيش 
بين الحفر حتى لو أنه لم يعيش 
محاربا..ولا مكافحا من أجل أولاده 
 ولا إي شيء يذكر في تاريخه ،

             -٦-
       نوم الخيمة

بينما الخيمة ترقص 
على أنغام الحزن
الطفولي.. 

والعواصف تصر على
إقتلاع الخيمة
من جذورها.. 

تصر على طرح الأعمدة 
أرضا.. 

نار خافتة في تنكة
الصفيح تأبى ان 
ترقص.. 
مساحة الخيمة 
صغيرة.. 
محدودة.. 

هذا كله شكل 
اللوحة البائسة
على وجه الصغير.. 

دموع.. 
بؤوس.. 
خوف.. 
قلق.. 
قهر.. 

الخيمة ترتعش.. 

أن رقصها الهستيري لا
يجدي نفعا.. 
بينما يرتجف كل
من في داخلها.. 
 أجساد بشرية
صغيرة.. 

الدخان الغاضب
يصر على الخروج
من سجنه... 
وإلا... 

لكن لامنفذ له.. 
بينما الصغار يدفعون
الثمن من أعينهم 
الصغيرة
واجهزتهم التنفسية
التي لم تشتم
سوى رائحة 
النتانة والرطوبة.. 
ورائحة التبغ
وسعال كائن
بشري بيده
مفاتيح سجنهم 
الرهيب.. 

يا ترى.. 
ماذا يجري في 
الخارج؟ 
كيف يعيش البشر؟ 
هل ترقص بيوتهم؟! 
هل تدمع أعينهم؟ 
هل تسجنهم مخلوقات
منهم؟ 

مخلوقات كانت السبب
في وجودهم في
هذه الدنيا 
الرهيبة.. 

مخلوقات حكمت عليهم
أن يعيشوا
- في وطنهم-
عيشة الهاربين
اللاجئين.. 

مع ان بأستطاعتهم ان
يجعلوا الوضع
غير ذلك.. 

لكن.. 
الكسل والخمول.. 
وعشق الروائح
الكريهة 
قد تمكن منهم
او عجنوا به.. 

الصباح الباكر... 

لا يوجد أي اصوات
للعصافير.. 
هل ماتت العصافير؟! 

الصغير يشعر بثقل
على صدره بينما
دم متخثر على 
وجهه.. 

العامود الخشبي
في احضانه.. 
عندما افاق على 
صوت أمه تصرخ
وتنادي ذلك المخلوق
الخمول :
-إنهض يا عبد الكريم 
انقذ الاولاد من
موت محتم 
لقد وقعت الخيمة
بفعل ثقل الثلوج
فوقنا، الثلوج... 
الثلوج (دملتنا)؟!!! 

لكنه صرخ بها حاسما
الوضع:
-أصمتي يا امرأة 
و-انغدري-
مازال الوقت
مبكرا للنهوض
من النوم. 
                      -٧-
                    السماء 

الطفل مستلقيا على ظهره ..كان يرى النجوم والقمر ،فيسأل نفسه (هل أنا في السماء، ام لازلت 
على الأرض..وإن كنت على الأرض فلماذا يسمح 
الله لي برؤية طالما أن قدري أن أعيش بين الحفر)، 
لكن في حقيقة الأمر الطفل لم يكن يعلم أن 
الرياح قد أحدثت فجوة كبيرة في سقف الخيمة،

(وإلى الغد ....)
تيسير مغاصبه 
25-2-2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق