. أَسَمِعتَني.... ؟
أنسيتَ أنّي شاعرٌ ومُعلِّمُ
أم أنَّ فكركَ بالسّفالةِ ينعمُ
أنسيتَ أنَّ الطَّيرَ في وَكَنَاتهِ
من بعض شعري في المنابر يغنمُ
إن قلتَ حرفاً مسَّني في مرَّةٍ
سيفيض شعري في هجائكَ يشتمُ
وستندمُ اليومَ الّذي جاءت بهِ
يدكَ اليمين على جدارٍ ترسمُ
اسرح بفكركَ واحتلم ياصاحبي
بعض الأماني لو بقهري تحلمُ
أنا صخرةٌ كسرت سيوفاً قبلكم
كلّ الأعادي من زمانٍ سلَّموا
أنا شامخٌ كالسّنديان بقريتي
والعود صلبٌ والمحبَّةُ منجمُ
صبري على الضّرر الّذي قد صابني
لا بدَّ يفنى والمسيءُ سيندمُ
صدري أنا كالواحةِ الخضراءَ في
أفنانها لكنَّ ناري تُضرَمُ
إن مسَّ روحي من شظايا حقدكم
يفنى الخضار وتستشيطُ جهنّمُ
هذي الفراشات الّتي أطلقتها
ملأت بلاداً والهوى لا يُكتَمُ
فجميعُ من قرأ المشاعر من يدي
ذاق الصّبابةَ من حروفٍ تخدمُ
إن قلتُ حبّاً والحروف تسطّرت
كلّ المشاعر في القلوب ترنّموا
إن كان من وجع البلاد تأثّري
فاضت دموعٌ في الورى تتألّمُ
فنصيحتي إن تستفزَّ محابري
أسرج حمارك وابتعد يا مجرمُ
إن شئتُ قد أرديك في سهمٍ بها
سيصيب روحك في الصّميم ويصرمُ
ما خاب حرفٌ قلتهُ في مرَّةٍ
بل كان قولي مثل سيفٍ يفرمُ
إن شئتُ أرفع شأنكم في غيمةٍ
أو أجعلُ الفتيان منكم تهرمُ
شهدت يراعي أنّني أهلٌ لها
حتّى المنابر أصبحت تتبسَّمُ
أنا من جعلت طريق حقلي مزهراً
وجعلت شعري للكواكب يلثمُ
من تحت أشجار الصّنوبر مسقطي
للغيم أرنو والنّسائمَ أحزمُ
من بين أضرحة الأوائل في الثّرى
يشتدُّ قلبي والأوامر أحسمُ
سطعت جبيني تحت أنوار الهدى
مَن للهدايةِ في فؤادي يهدمُ؟
كلّا ولا هذا يراعي قد غدا
للحقّ نصلاً والمزاعمَ يهزمُ
ماخفتُ ندّاً في التّلاقي مطلقاً
فرسي دواتي والحسامُ يُكلِّمُ
أسَمعتَني يامن تبجَّحَ خفيةً
هيّا أجب إن كنت حقّاً تفهمُ
هذا ندائي قد غدا في سمعكم
لم يبق فيكم من بهِ لا يعلمُ
بقلمي فادي مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق