الاثنين، 8 يونيو 2020

( السهل الممتنع ) بقلم الشاعر اسحاق عثمان / الأردن

* السَّهْل المُمتنِع *

الغَيبُ شقيق المجهول
شَقَّ بينهُما ..
نهرُ الأبدية
والسِّر ..
يَضْمَحِلُّ بِإمعانِ الغَوص
ويُفضي إلى البِذرةِ الأولى ..
بِشيءٍ مِن المَعقول

فَالأول يَقول :
قد أبْرَمتُ عقداً جزائياً ..
مع نِصفِيَ الآخر مُنذ بدءِ الفصول
دونَ مِدادٍ ،، ولا نأمَة !
دونَ مائِدَةٍ ،، ولا شاهِدٍ جَلْيّ
أو دقّ طُبول 
لا يحتاجُ في الكَشفِ والوصول
- لِمن أرادَ -  ..
إلى وَتيرَه
وكُلّما مِنهُ اقترَبْت ..
وبِصَحيحِ بَندٍ وشَرطٍ التَزَمْت
ولِلأبوابِ طَرَقْت ..
فَإن المَسافةَ لن تَطول
فلا تَتَوَجَّس واقْتَرِب
ولِنُقطَةٍ في السَّطرِ ..
قبلَ أوانها ،، لا تَسْتَبِق
فلا تكُ مِن الأمرِ في حِيرَه
....

قد غدا قَبض زِمام الغيب ..
فَگّ شَرطِ المجهول
گما قبْض زِمام الظِّلّ وانقِباضِهِ
دلالة انتِصاف شَمس الظَهيره
لِأن الثاني يَقول :
لنْ تقبِضَ على مائي ..
ولَو أنفَقتَ ما في الجَسدِ مِن حَواس
بِغَيرِ تَناهي كثافات الروح ..
مِنّي لا ولن تَنول !
أمْا وقد ترَكْتُ مِن نَسلي ..
بينَ الجُلَّنار وبينَ الزيتون والاقحوان
خَيط وَميضٍ خَفيّ ..
إسمهُ البصيره

أما أنا ..
وقد أمْعنتُ في الرَّمزِ شِعرَاً
وحاولتُ فَضَّ بكارة حِيلَته البَتول ..
بِأبياتِ ومتنِ قَصيده
فَأقول :
الأمرُ سَهْلٌ مُمتَنِع !؟
أمّا الذينَ بِالمَنطِق يُدَرِّبونَ ..
ويَتَدَبَّرونَ العُقول
فلن يَعدِموا على مقصَلةِ التَّفَكّر
وقطع الشكّ بِاليقين .. وَسيلَه
ولا يَفقِدوا ..
مِن دائِرةِ النواميس وَصيلَه
أو نَسمة إلهامِ يَقينٍ .. عليلَه

وعلى سَبيلِ المِثال ..
لِدحضِ الغُموض وتمهيد القُبول
فَإن السنابِلَ تتَشابه في البيادرِ والحقول
إلا أنَّ بِذرَة القمح لَيسَت بِشَعيرَه
وكما رُّمانَة تشابهَت في رَحمِها ..
حَبّاتٍ مِن ذاتِ الأصول 
فقد تمادى في المَرارِ قِشرُها
بينَما تغادى وتوارى اللّبُّ بِمَذاقِهِ ..
بِإدخالِ البَهجةِ إلى السَّريره
بِرَغمِ أنّ ..
لا هذا فاعِلٌ بِذاكَ ولا هذا لِذاكَ مَفعول !
فَكيفَ تحجِبُها ظِلالُ السَّمْت ؟؟
ما دامت في مُشْتَهاكَ !؟
فلا يَصُدُّكَ ردعُ الخَميله

ويَنطقُ المِثالُ في الإقتِباسِ ..
مِن الطِباقِ والمجاز قائِلاً :
يواري الأول مِنّا الثاني والثاني مِنّا الأول
گذلك يَفعلُ مِن الأصلِ ..
كُلّ فَرعٍ 
حتّى يُطلَق السراح
فَترى ما كانَ غائِباً بِفَحوى غُموض ..
قد آلَ إلى الوضوحِ في بَراح
وبينَ يَديكَ ..
أو أمامَ عَينَيكَ صارَ في مُثول
وكِلانا في المِثالِ والمنال ..
گ خصالٍ تلتقي في ضَفيرَه
يَسْتَدِلُّ فيها السائلُ - گ حالِمٍ  -
على شَيبَةٍ تُجَسِّدُ المجهول ..
غارَت بينَ خَفيّات شَعرٍ كأنه الغَيب
وتوارى مِنهُ ما توارى ..
في رأسِ أميره 
مُلَخص الأمر ...
كِلانا لِلآخرِ يَؤول
وإن اختلَطَ أو تداخلَ على المُشتهي ..
في الإمعانِ فُضول 
فقط ..
يحتاج الأمر إلى فَكِّ الجَديلَه 

                                                 # إسحاق عثمان

..............

* نْأمَة  :  صوت ضعيف خفي / نغمه
* البَتول :  العذراء
* الناَّموس  :  قانون أو شريعه / حيله ، مهاره 
                   صاحب سرّ الرجل الذي يطلعه دون غيره على باطن أمره
* السَّمْت  :  الطريق الواضح / المذهَب / الهيئه
* الخَميلَة :  كثافة الشجر  / القطيفة

..........................................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق