الأحد، 28 يونيو 2020

( فلاح بلا قيد ) بقلم الشاعر المبدع حسين جمعة / لبنان

فلاّح بلا قيد
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

رأيته يراقص شتلة تبغ
يقبّلها ويغرسها
الى الأسفل
ويداه عاريتان
أنهكها العود و المعول
فلاّح ذو قامة فحل
سألته من أنت
قال أنا المنسي
بين الثلم والحقل 
ولم أسأل
هي أرضي أعشقها وتعشقني
بغير الأرض لم أعمل
ومع طيني أنا الفلاّح 
و الأجملْ
والأرض بالقاموس منسيّة 
وأسمي محُذوف
من لائحة الشطب بالمجملْ 
 وأوراقي بلا قيد وممحيّة
ولا أملك في الأرض من قبر 
ولا أملك في الدار 
محفظة 
ولا سند ولا حتى هويّة
ولم أرحل
لي بعض غمار القمح
سنابله تناديني
ولي فرس ولي منجل
ولي شالة حمراء
ألفّها على رأسي حين تهب الشمس
أصنعها من القشّ أطرّزها ولا أجمل
ولي عرزال أسكنه
من القصبِ 
ولم أخجل
ولي أطفال أربعة
أكبرهم يناغي الأرض يسايسها  
والأصغر على عنق الثور يحرثها 
وأوسطهم من العرق يلاطفها ويرويها
وأصغرهم يعشّبها
من القنّدول والصندلْ 
وإذ أصابنا قرح
 نداويه
من الطّيون والحنظل 
وثمارنا بالكاد نجنيها 
بمرّ الصبر 
والكفين دامية ولا تنضب
من الأشواك 
نعرّشها إلى المفصل
من قلة الموت بها نحيا 
فكيف الموت إن أقبل
كأننا بالكوب الآخر 
يحاصرنا من له جاه
ولم يسأل !..
سنبقى رغم الحال بالأرض
لم نهجر
ولن نرحل

(حسين جمعة)لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق