الاثنين، 17 مايو 2021

( كأننا بسباق ) بقلم الشاعر فادي مصطفى / سوريا

كأنّنا بسباقِ

مااليومُ إلّا خطوةٌ بسباقِ
للموتِ عند نهاية الأنفاقِ

فاحمل بنفسكَ ما تطيبُ بحملهِ
واترك وراءك سائر الأرزاقِ

واجعل دليلكَ في المسير هدايةً
من سيِّدِ الأكوان والخلَّاقِ

لا تعتقد أنَّ الحياةَ طويلةٌ
فغداً تغادرُ أولَ الإشراقِ 

هل يعلم المولود أين مماتهُ
أم أين يقضي في الحياة الباقي 

من بدءِ تكوين الخليقةِ والورى 
تأتي وتذهبُ دونما إشفاقِ

فالميتُ حيٌّ إن علت أعمالهُ
في كلِّ ذكرٍ من مسيرٍ راقِ

والحيُّ ميتٌ في رديَّةِ فعلهِ
لن يعتلي إلّا إلى الأعماقِ

من كان خيراً يلتقي في خيرهِ
من كان شرَّاً راح للإحراقِ

فجميع خلق الله جاؤوا في السَّوا 
من رام صدقاً طيّب الإخلاقِ

من كان يسعى في الحرام مكانهُ
بجهنَّمٍ وسلاسلِ الأطواقِ 

كن زهرةً لا تقتني إلّا الشَّذا 
وحمامةً بيضاء كالأوراقِ 

كن بلسماً كن مبسماً كن خيِّراً
كالكرمةِ المعطاء بالإغداقِ 

لا يخسر الصّبّار إلّا شوكَهُ
واللّبُّ يبقى طيِّباً بمذاقِ 

هل تأخذ الغيمات منّا حقَّها 
هل ينكثُ الزّيتونُ بالميثاقِ 

كلُّ الدُّروب إلى القبور ستنتهي 
هذا القضاء كأنَّنا بسباقِ 

بقلمي فادي مصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق