””” ... و أنا طفل “““
... و أنا طفل
عشت دهرا صدى محارة
من بعيد تصلني الأصداء
مشهدا بمشهد
حيث حيكت كل المؤامرة ...
... و أنا طفل
يصلني صدى قثارة
مقطعا بمقطع
حيث الجلسات الحمراء
لغو الكلام و الإثارة ...
... و أنا طفل
فهمت عني
كيف تطبخ الحقارة
و كيف يكون التدبير
و خسة الاستشارة ...
... و أنا طفل
علمت أن المستوطن
لم يأتي غريبا
أتى من وطن ... إلينا يستوطن ...
و لا أحد أشار علينا
و لو بشبه استشارة
أن الضيف الغاشم الذي يسلم
يحمل بيد ابتسامة
و بالأخرى جمر المكيدة
كلما هب نسيم السكينة
تطايرت الشرارة ...
... و أنا طفل
لا أحاكم أحدا
أنا فقط أطالب بحق
نزع مني و عن جيلي
فنحن من أنجبتنا الحجارة ...
لا نرتضيها عيشة
و أيادينا فكي الكماشة
ولدنا حاملين البشارة
فلا يمكننا استنشاق الحياة
إلا إذا اندلعت نيران الانتفاضة
و عدنا أطفالا ... للحجارة ...
... و أنا طفل
لم أتواجد هنا من عدم
أنا طفل يصرخ صمتا منذ القدم ...
أنا ذاك الطفل السائر مكاني
رافعا معي كل الهمم ...
بعيدا بعيدا في قربكم
كلما جعت آكل من نفسي
و إن غَضِبَتْ مني فرحتي
أشرب بحورا من الملامة ...
... و أنا طفل
مهاجر أنا طوق يمامة
متنقل اغترابا في مهانتكم
لنداءات أعشق فيها عمري
لصدى حفيف الشهامة ...
لا خنت جرحا ، لا بعت حلما
و لا زورت أملا
أنا بالكاد مهر
و صهيله بكل الكرم و النبالة ...
... و أنا طفل
أسقي عيوني بدمعي
كفايتها عمرا تكفيني
و لا أسأل أحدا ...
ألاطف غمام أجوائي
و لا أنتظر منها هطول الكرامة ...
أنا طفل بها أحيا و منها تشكلت
أنا طفل من صلب الحجارة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق