خمرٌ وإدمانُ
عينانِ في كبدي خمرٌ وإدمانُ
والقوس حاجبها والسّهمُ أجفانُ
والقلبُ يخفقُ في جدران معتقلي
كأنَّ من رسمَ العينينِ فنّانُ
مشكاة دربيَ في العتماتِ نظرتها
وصفحةُ الخدِّ تفّاحٌ ورمّانُ
يا أيّها القمر الوضّاء في كنفي
كيف التَّشبُّثُ والمغدورُ إنسانُ
واللّيلُ يحلمُ في أنوار مقلتها
والصّبحُ يعلنُ أنّ الرّمشَ نعسانُ
الله أكبرُ إن شاحت ببسمتها
ريح التّصابي أتت والصّدرُ بركانُ
لكلِّ قلبٍ إذا يهوى له قمرٌ
إلّا النّجومُ بمحبوبي أنا كانوا
الموج يهدر أشعاراً بقافيتي
والصّوت يزأرُ والأوتارُ ألحانُ
معزوفةٌ نُسجت من بعض لفتتها
لعلّ شعريَ بالعينين هيمانُ
ترنو وتضحكُ والمجنون مشتعلٌ
كأنَّ حبِّيَ مرَّت فيه أزمانُ
هل يكبرُ الحبّ في يومٍ وليلته
عشرون عاماً ولم تتركهُ أحزانُ
حين اشتملتُ وجاءت في ميامنتي
أدركتُ أنّ طريق القلب إيمانُ
رجعتُ أطلبُ نجواها منادمةً
إنّ الرّجوع إلى الإيمان عرفانُ
موصولةٌ بوتين القلب عروتها
والحبّ أكبر أن تغريه أثمانُ
من فرطِ حبّي وضعتُ القيد في شفتي
قيدٌ هواها وقيد الشّعر أوزانُ
وصحبة اللّيل ترجو لمس ملهمتي
فالعرقُ أخضرُ والمكنوز أفنانُ
نسائم الصّيف تشذو من براعمها
للياسمين بغضِّ الفمِّ أسنانُ
لون السنابل سيل الشَّعر يشبههُ
والنّسمُ يلهو وفيه القمح يزدانُ
نور السّنا لجبين الوردِ مُنتهكٌ
يروي حكايةَ حرّاسٍ له صانوا
أغلقتُ كلّ شبابيك الهوى كرَماً
خوفي يضيع به الإنسان والجانُ
بحور شعريَ تاهت في محاسنها
والحرف يخجلُ والمنسوج ألوانُ
هل لي بقافلةٍ تبتاع ما نسجت
يدي إليها فحمل الحرف أطنانُ
عرش النّساء لها يسمو بحلّتها
زهر القرنفل ألوانٌ وتيجانُ
أعلنتُ مملكتي في حبّها وَلِهَاً
إنّ التّعلّقَ في العينينِ إدمانُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق