الثلاثاء، 25 مايو 2021

( الرسم بالكلمات ) بقلم الشاعر فادي مصطفى / سوريا

الرسم بالكلمات 

هنا السِّراجُ لِمَن في ظلمةٍ تَعِبا
تحت اليراعِ بِساطاً في الهوى لَعِبَا

هنا الدُّروبُ إلى الجنَّاتِ مَوئلها 
فالشّاعرُ استعرت مشكاتُهُ أدَبَا

خلِّ الأنيسَ كتاباً من شعور يدي
يمضي الخريفُ ويغدو الصَّيفُ مُلتِهِبا

شعرُ الشُّعورِ تلاقى في مشاعرِكم
يُحيِي الرَّمادَ ويغدو الثَّلجُ مُلتَهِبا

فاقرأ وكلِّم حروفاً من منابِعِها 
فالغيثُ منّي لكلِّ الرَّاغباتِ حَبَا

مجنونةٌ قرأت من فيض عاطفتي 
فأزهَرَت فِكَراً تشذو لمن رغِبا

والبائسات على شعري تطبنَ هوىً
فيرحل الهمُّ عن قلبٍ لهُ انتسبَا

هنا النّسيمُ لمن أيّار يلسعُهُ
كأنَّ نيسانَ لم يرحل ولا ذهبا 

فالأيلُ تمرحُ في بستانِ قافيتي 
والعتمُ راح ومن نور الضّحى هربا 

غرزتُ كفّيَ في الأوراق أسرجُها 
فيركبُ الحرفُ كالأنهار منسكبا 

ضريحُ بحر الهوى قد فاتهُ زمنٌ
ضاف الزّمانُ على أشعارهِ حقبا 

حتّى أتيتُ وأثريتُ النّدى بيدي 
تفتّحَ الشّعر زهراً عندما شربا 

ذوقوا منَ العسلِ المجنيِّ في قلمي 
نحل المياسمِ لم يجمع كما كُتِبا

هذي جرار الهوى من خمر داليتي 
تسقي البيادرَ يغدو قمحها ذهبا 

من ينسل الحرفَ من حبري ليسرقَهُ
كمن يحاولُ أن يستوطنَ الشُّهُبا 

فالشّمس فوق جميع الخلق ساطعةٌ
والكرمُ بان وما كانت بهِ حُجبا 

هل يقنعُ الطَّيرُ أنّ الذّئبَ صاحبُهُ
مُجرَّد الحسِّ من يأمنْهُ إن وثبا 

الشّعر شعريَ والنّغماتُ أجذلها 
والإسم أصبح مثل الحور منتصبا 

هذا ابن مالكَ للآيات رتّلها 
والمصطفى لرسول الحقِّ محتسبا 

أنا السّميعُ لمن أفكارُهُ صقلت 
ضعف القوافي ولم أنكر لمن وهبا 

ولم أكن لجميل الفعل جاحدَهُ 
من ينكر الحقَّ في رأيي فقد وصبا

خذوا الرَّحيقَ منَ الأبيات وابتسموا 
فالخمرُ طاب على الإحساس وانطربا 

والحبُّ أثمرَ من أشعارهِ كتباً
كالنّخل أسقطَ في صحرائهِ الرُّطبا 

والوجد خبّأ في مكنونهِ ألماً
كالخمر كان بمكنوناتهِ العنبا 

سرب الحمام يداني سير راحلتي 
يشدو هديلاً على لحنٍ له انجذبا 

وأنتِ يامن بخيط النّولِ عالقةٌ
إلّا بخيطك لن يجدي الهوى سببا 

غزلتُ ثوبيَ من أنفاس مؤنستي 
غدا الرّهام لحسٍّ كان مضطربا 

رسمتكِ الغيث والأمطار في عطشي 
فكنتِ مزناً وكنتِ الهطلَ والسُّحبا

وكان شعريَ في نسج الهوى نهماً
صار الجميع على شمسي لهم عتبا 

سكبتُ نهراً وفاض الموجُ عن ركبي 
والحاسدون لهم في الحقد ما نُسِبا

هذا يراعي بنحت الصّخر منشغلٌ
ما ضرَّ لي قلماً من ساء وانتحبا 

أبتاعُ لي ولكم من حمل قافلتي 
أرنو لمجدٍ ولم أجذع لمن عَجِبا

هذي القصائدُ تتلى في مسامعِكم
هذا اليراع منَ التّنضيد ما تَعِبا 

بقلمي فادي مصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق