عود ثقاب
لتلك المحطات التي ودعت آخر المسافرين
لتلك المساكب التي جفت سنابلها بالغياب
لتلك الليالي التي ارتبك فيها القمر وضل السبيل
أخط رسالة اعتذار
للقناديل المطفأة من جمر الانتظار
للأصابع المبتورة حين انكسار الشفق الأخير
لتلك الصنوبرات المائلة على ظل الأنين
أعترف
بانهزام ذلك الضجيج
أمام امرأة لم يعرفها أحد سواك
وحدي كنت أطارح البكاء
وتتزاحم المزن ويمتد الضباب
أضيع في وهم الرجوع إليك
أشعل عود ثقاب
لأرمي حيرتي على ذاك القمر الشاحب
لشرارة الوهم
أغمض عيني
أبعثر السراب
ماتزال تلك اليمامات على الصخور البيضاء
وتلك الأعمدة الزرقاء على قارعة الغياب
كنت أمضي إليك دون أن اعرف وجهتي
وأحلم
أن تتلاشى تلك الشرائط السوداء
أن تعود وحسب
وتعود رفوف الحمام
ويعود بك الهوى
فنعبر تلك الدروب
بضع ثوان
كانت تكفي لخيالاتي التي احتضنت قارورة الذكرى المتصدعة
لأراك بقلبي
تساهر امرأة غيري
على أريكة تغفو على ثرثرة أشواقك
وعطر الحب يعبر على شفتيها
وحدي ادرك حجم الحسرة
وحدي أعرف أنك لي
ويحدث أنك لها ...
تشهق أصابعي ويحترق عود الثقاب
ويرتحل الوهم
هل أشعل عودا آخر?!!
وأبحث بين الرفوف
عن مفاتيح لأبواب أغلقتها
عن ذكريات تلونت بشقائق النعمان وفطرت قلبي
كل شئ ينهار
منذ البداية ينهار
والاحلام الجميلة
تموت بانطفاء عود الثقاب ..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق