يا غزة الخير.
أقوى منَ الصبرِ حينَ الصبرُ يُحتسبُ
وفوقَ كلِّ انتسابٍ حينَ تنتسبُ
وعندها ينتهي فخرُ الإباءِ إذا
تفاخرَ العجمُ والإفرنجُ والعربُ
وتربةٌ مُزجتْ بالأكرمينَ أباً
تكادُ تنطقُ لولا تنطقُ التُربُ
وذكرُ ( هاشمَ ) فيها حطَّ مركبهُ
فاستلهمتْ مجدها منْ مجدهِ الرتبُ
إنّي لأرفعُ رأسي حينَ أذكرها
حتّى لتخجلَ منْ عليائها الشهبُ
يا غزّةَ الخيرِ والأيامُ شاهدةٌ
أنَّ الكرامةَ أصلٌ ليسَ يُكتسبُ
يا نخلةَ الصبرِ في الرمضاءِ واقفةٌ
والماءُ منْ حولها أنهارُ تصطخبُ
والقومُ منْ حولها سدّوا منافذهمْ
كأنّهُ لمْ يكنْ ما بينهمْ نسبُ
أو أنهمْ حجرٌ ماتتْ ضمائرهمْ
أو أنّهمْ يبسٌ أخلاقهمْ خشبُ
بنو يهوذا لهمْ في أمرهمْ سببٌ
لكنْ سؤالي لأهلِ الضادِ ما السببُ
***
ما ذنبُ أطفالها تُسبى طفولتهمْ
فلا سرورٌ ولا عيدٌ ولا لعبُ
حصارها تاجُ عارٍ سوفَ يلبسنا
لآخرِ العمرِ والتارخُ يُكتتبُ
ودمعةُ القدسِ جمرٌ في محاجرها
على ضمائرنا كالنّارِ تنسكبُ
تستنهضُ العزّةَ القعساءَ منْ ألمٍ
وتوقدُ النارَ لكنْ مالها لهبُ
متى ستصحو بنا أوجاعنا ومتى
يصحو بنا اللومُ والتأنيبُ والعتبُ
هذي فلسطينُ لعناتٌ تطاردنا
وصخرةُ القدسِ يستشري بها الغضبُ
***
متى سنغضبُ يا إسلامَ عالمنا
متى سيُبعثُ فينا القائدُ اللجبُ
إخواننا في بقاعِ الأرضِ شرّدهمْ
أبناء داوودَ والإجرامُ والكذبُ
صاروا شتاتاً وصارتْ أرضهمْ يبساً
شوقاً يناديهمُ الزيتونُ والعنبُ
حتّى الترابُ يناجي يومَ عودتهمْ
وطائرُ الشوقِ يشدو وهوَ مكتئبُ
عودوا إليها فطولُ البعدِ أوجعها
تقولها الأرضُ والأشجارُ والحطبُ
بقلمي
أبو شيماء الحمصي
ُ
ُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق