...زفَراتٌ منْ بحرٍ جريح...
خَيطُ دمي حرفٌ بلَوْنِ الرّيحِ
ورقصةُ الدّيكِ صرخةُ موءودٍ
ذاكرةُ ناسِكٍ تَعلو الخُمَّ بالرثاءِ
والتَّغْريد...
صاحِ هذا الوُجودُ يشْكو الْعُدم
والأمل كل الألم رهْبةُ راهِبٍ
عينُهُ على سماءٍ تَمْزجُ الْوَعدَ
بِالْوَعيد...
كيْفَ لي الْحَياةُ وأنا الْمَوْت
أرعى بَراءةَ قطيعٍ يُقدِّسُ الوقْتَ
وأنا الناسِكُ المتعَبِّدُ الغريبٌ
الغريقٌ التائهٌ الشّريد؟..
هنا تتَعالى مُنْذُ الأزَلِ أصواتُ السَّراب
وهناكَ ترِنُّ أجْراسُ الْوهْمِ
بَلْسَمًا لشُعوبٍ تنامُ كلّ جُرحٍ
مِنْ جديد...
في زَمَنِ الرِّدَّةٌ والإلْحاد
في زمنِ الكبت والجِهاد
وأصفادُ الْفِكْرِ جناتُ بؤْسٍ
حديدٌ في حديد...
حَرفُ دَمي لِسانٌ بطَعمِ الرّاحِ
والْحال حِبْرُ جُنونٍ ومجون
والقلم مُحاربٌ صِنْديد
جناحاهُ عينٌ على الزَّمنِ
وآياتُهُ حَربٌ بِلا هوادةٍ
من أجْل أسيادٍ عَبيد
عاشوا بُسَطاء ، شُعراء
كمْ تغَنَّوا بِالبَحر والرّحيل
داروا الأحزانَ بفُسحَة أملٍ
واكَبوا الْوُجودَ بِجرعات ألَمٍ
غازلوا الْحَياةَ كمسيحٍ سائحٍ
مانحٍ دمَهُ خَمْرًا لِكلِّ الأشقياء
خمرُ نسيانٍ وسُلوانٍ لِكُلِّ الْبُؤساء
في أوطانِ الغُربةِ والغَرابَةِ
يلتمِسُ الرَّحمَةَ للْغُرَباء...
لا تُبالي حبيبتي
عُمْري والشَّقاءُ سَيّان
وزَفيري بيْنَ السُّطورِ
أنْشودَةُ رسولٍ وأوْزان
تَتوسَّل رَبَّ السّماء
سَيِّدَ المُزْنِ وقاهِرَ الأحزان
علّها تُمْطِر رَحمةً دونَ فُتور
لِتَعُمَّ الْبَسْمَة كُلَّ الْمَقابِر
وتُزهِرَ كلّ القُبور ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق