. قرينة الرّوح
قرينةُ الرّوحِ أم من توأمِ الجسدِ
شقيقةُ الفكرِ أم من نسجةِ الخَلَدِ
فيضُ المشاعرِ فوقَ الحرفِ تدفقها
تطفو عليها كماء البحر والزّبدِ
يازهرةً بعروق الصَّدرِ قد نَبَتَتْ
باقاتِ نرجسِ من أهدابها بيَدي
هذي زهوري وكلُّ النّاس تعرفها
كالصّبحِ جاءت بها التّرياق للكبدِ
صفصافتي وضفاف النّهر في عُمُري
أيقونتي وسراج الشِّعر للأبدِ
جزتُ المنايا ولم أُهزَمْ بمُعتَرَكٍ
إلَّا بعينينِ من حلَّالةِ العُقَدِ
في ألف بيتٍ منَ الأشعار توصفها
فجّرتُ نبعاً منَ الإحساس في بلدي
كلُّ المنابر ذاقت من صبابتها
والغيرةُ ارتَفَعَت بالقيل والحَسَدِ
بنات فكري لهيب العشق ينسجها
في وصف من جَعَلَت أنفاسها بيَدي
الرّعدُ والمطرُ المجنون عاصفتي
والنّور والشّمس والإصباح من ولدي
والنّجم يلمع معجوناً بقافيتي
والخيط واللّيل والدَّيجور من عُدَدي
والموج يلطم في جدران مُعتَقَلي
والضّوءُ ينبقُ من ثقبٍ على العَضَدِ
جرداء كانت وصارت عندما سقطت
في مبسمي زهرةً تشذو بمعتقدي
خيوطُ نورٍ تضيءُ الحرف في كتبي
إن كنتُ آخذُ من إحساسها مددي
من نور نار الجوى حمَّلتُ قافلتي
فوق القصائد شريان الهوى وتدي
من نبضة القلب في صدري قدِ انبثَقَت
وأيقَنَتْ أنّها لي آخر العَدَدِ
ياطفلة الرُّوح إنّي مِلكُ عاطفتي
أنت اليقين وأنت العيش في الرَّغَدِ
أنت الملاذ لنبضٍ كاد يسبقني
أنت الدَّواء لطيب العين في الرَّمَدِ
كان اليراع طليقاً في الدُّنى ورمى
كلّ النّساء هجاءً يعتري كَمَدي
حتّى ابتسمتِ وصار القول منتظماً
يعطي السّماء نجوماً غير مرتَعِدِ
معجونةٌ بشذا الإحساس طلعتها
بين الشّفاهِ تبدَّت حبَّةُ البَرَدِ
ما أعظم الحبُّ لو يحنو على قلمٍ
يسمو البنان ويجري غير مضطهدِ
ما عدتُ أعرفُ دمع العين أين غدا
ماعدتُ أحزنُ في يومٍ على أحدِ
ماكنتُ أسمعُ صوت الطَّير في زمنٍ
أضحى ضميراً بشعري غير مفتقدِ
حتّى المدامعُ ما عادت إلى هُدبي
والسّهدُ راح وللأجفان لم يَعُدِ
ولَّى الزّمانُ الّذي في ليلهِ تعبي
واستبدلَتهُ شغاف الحبّ من أمَدِ
قد كنتُ أبحثُ عن نفسي وراحتها
فمثلها برحيق الزّهرِ لم أجدِ
والحرفُ غرَّدَ من صدري لملهمتي
أضحيتُ فيها كطيرٍ شاديٍ غَرِدِ
صنع اليمين بسيلٍ فاض من قلمي
واليوم يُصدِرُ ما يصبو إليهِ غَدي
صاغ اليراع قريضاً بتُّ أنسجُهُ
والصّدقُ قال بأنّي غير منتَقَدِ
هذي القصائد من نسجي وشغل يدي
فيها شعورٌ يضيفُ النَّبضَ من جسدي
بقلمي فادي مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق