. ملوك العرب
تبدّى الوجهُ وانقشعَ الضَّبابُ
كأنَّ المجدَ في وطني سرابُ
أُمِيطَ الدِّينُ عن إحرامِ بيتٍ
ولم يُصلَح بشعبٍ ما يُعابُ
تجارتهم بدين الله صارت
وإفتاءٌ يظلّله الخرابُ
إذا شاء العدوُّ خراب دارٍ
لهُ العربانُ بالحال استجابوا
عروشهمُ تساوي دِبرَ شاةٍ
وتاج الدِّينِ عندهمُ حِجابُ
فلا عدلٌ يدور على الكراسي
ولا بالحقِّ مظلومٌ يُثابُ
إذا شئتَ الخديعةَ تلتقيها
بأرض العُربِ يكتملُ النّصابُ
وإن رُمتَ الخيانةَ فاقتفيها
بتطبيعٍ تُعانقهُ الكلابُ
لحاهم خالَطَت حيض البغايا
ملوك العُربِ أغلبهم قِحابُ
ملايين الدَّراهم قَيدَ خمرٍ
وأموال الحجيج لها حسابُ
وتطبيق الشَّريعةِ بانتظامٍ
لمن في الفقر يأكلهُ العذابُ
بناني يصطلي ناراً وإنّي
أجاهدهُ فينفجرُ الجوابُ
ففي نجدٍ لنا شعبٌ يعاني
وفي صنعاءَ شعبٌ لايهابُ
فمن جعل العداوةَ في صهيلٍ
فتيل الحرب تضرمهُ الذّئابُ
لمصلحة اليهود أتت حروبٌ
وقود النّار يسكبهُ الصَّحابُ
متى الأغراب كانوا في حنينٍ
متى الأهلون تقتلهم ثيابُ
إذا ظهرت فتاةٌ ذات أصلٍ
بأرض العهر تأكلها النّيابُ
فلن يرضوا بأشرافٍ عليهم
فهم بالأصل أعوانٌ وخابوا
عدوُّ الحقِّ لن يغدو صديقاً
غداً تصحون إن نفذَ الشَّرابُ
فلن تجدوا ملاذً في الصّحاري
ولن ينسى خيانتكم مُصابُ
فتوبوا وارجعوا لله حقَّاً
جميع الخلق مدفنهم ترابُ
إذا الخيرات تجري في أيَادٍ
لِمَ الكتمانُ والدُّنيا خرابُ
إذا الأموال طالت في يديكم
فلن يبقى بأموالٍ شبابُ
غنيٌّ أو فقيرٌ سوف يفنى
أُهنِّئُ مَن مِنَ الأحياء تابوا
فصونوا من كرامتكم قليلاً
دمشق الآن يحرسها السَّحابُ
ولا عَرِفت جبين الشّام ذلّاً
ولن يبقى على الأقصى غُرابُ
أتى الإصباح يُصدِقُ ما روينا
أرادوا قاسيون وما أصابوا
بلاد الشّام يحفظها عرينٌ
أسودٌ ليس تردعها الحرابُ
بعون الله نصراً قد جنينا
ولو غطَّى على الدُّنيا ضبابُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق