. يا وطني
أنا ابن هذي الأرضُ يا أهلي ويا وطني
أنا الّذي ملأت أوجاعُهُ سكني
جوعٌ ألمَّ بأطفالي وراحلتي
مع أنَّ أرضي بها الخيراتُ للزَّمنِ
أمطارنا سقطت في أرضنا وغدت
سدَّاً منيعاً فلم نشرب بلا ثمنِ
والبحر حكراً على من جاء يملكهُ
بَنَوا عليه أساطيلاً مِنَ السُّفُنِ
أشبعتُ قافيتي حزناً فلا وَصَلَت
صار القصيدُ لدمعِ العين كالكفنِ
مالي حملتُ هموماً عن ثرى بلدي
يكاد جوعي بأن يقضي على بَدني
كتبتُ شعراً بحبرٍ كان أغرقني
ولا حظيتُ بشيءٍ من هوى المدنِ
يُعطى الحمارُ شعيراً من حمولتهِ
ونحن نركض من قيءٍ إلى عفنِ
نحن الّذين لنور الله نعبدهُ
وهم عبادتهم للمال والوثنِ
قال الكتاب بأنَّ الحقَّ منتصرٌ
والقوتُ جاء مِنَ الكفَّار بالمِنَنِ
دافعتُ عنهم بسيفٍ كاد يقتلني
راح الجزاءُ لِمَن راحوا إلى الهُدَنِ
مال الحرام له شأنٌ بدنيتنا
والحقُّ ضاع كأنَّ الحقَّ لم يكنِ
زَرَعتُ أرضي فلم أكسب بها ثمناً
أمَّا بعيرهمُ في باهظِ اللّبنِ
أهذهِ بلدي أم أنّني خطأٌ
لِمَ الدِّماءُ إذاً سالت على الفِتَنِ
هذي دمائي وقد سالت لنصرتها
ظُلمُ الحماةِ مِنَ الإخفاء للعلنِ
طال الظّلامُ ولم نُصبِح على أملٍ
أين الحقوقُ لِمن عاشوا على الدُّمَنِ
كانت وعودٌ لنا بالنَّصرِ وانتَصَرت
هذي البلاد فعاد النَّصرُ بالشَّجنِ
من أجل أن تستُرَ الصّلعاءُ عورتها
صار الحجابُ رداءَ العفِّ والحَسَنِ
فابنُ الوزيرِ وزيرٌ في حكومتنا
وابنُ الشَّهيدِ شهيدٌ فيكَ يا وطني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق