" سُــقْــيا.. "
وَٱللَّهِ ما عدتُ للأشعار لَوْلَاكِ
ولا ذكرتُ بأفكاري كذكراك ِ؟
فكيف أكتبها يا قُدْسُ قَافِيَةً
تقولها النفس إكراما لِمَسراك ِ؟
وما أقول وعيني ليس يغمضها
وليس يفتحها إلا مُحَيَّاك ِ؟
ماذا أقول وشعري قال مختصرا :
يكفيك مِنِّــي بأن الروح مأواك ِ
وأنني مِنْ حبالاتي التـي انقطعَتْ
للنصر آلَيْتُ أنــي لست أنساك ِ
ياحزن حزني وآهاتـي التـي ٱنْشَرَقَتْ
بدمع قلبٍ بكى في الدهر شكواك ِ
صبرا فإن يَدَ الرحمان قد صَنَعَتْ
صاروخ غوث يُدَوِّي حيث لــبَّاك ِ
رَدَّ الكرامة في أدنـى مقاومة
على أياد كُمَاةٍ قَبَّلُوا فاك ِ
فظل مِن روعة التقبيل في كمدٍ
حفيدُ قردٍ وخنزير تعدَّاك ِ
ومات في غيظه مَن بات مبتسما
بفخرِ تطبيعه لما تناساك ِ
صبرا فإن سرايا القدس مفخرة
كما كتائبُ قسام ٍ تَغَشَّاك ِ
وكل ألوية الأبطال حيث أرى
وحيث كانت تُسَمَّى مِنْ مُسَمَّــاك ِ
حَبَاكِهَا اللهُ دِرْعًا مِن بسالته
اهتزت الأرض وٱهتابتْ ثناياك ِ
رجال حرب إذا قالوا فقد صدقوا
والفعل منهم بِـحُـبٍّ قد تَوَلَّاك ِ
أَلَا ٱنْعَمِي بِأُسُودٍ منك قد زَأَرَتْ
وأَنْشَبَتْ مِخْلَبًا في المعتدي الشاكي
قد رامه ثم أبقاه بمصيدةٍ
فلا حياةً ولا موتا تَهَنــَّــاكِ
وصرتُ ألقاه في وضع يضارعهُ
حَالٌ عليه عُيُونُ الدهر تلقاك ِ
تلك الأسود التـي صارت تُعَلِّمُهُ
بأنكِ الروحُ والأنفاسُ أقصاك ِ
وأنها دونما ريبٍ مؤجلة
ساعاته قَدَرًا في لَوْحِ مولاك ِ
لا تسألي عن بنـي الأعراب نُصْرَتِهِمْ
إن الجبان بثوبِ الصمتِ غَطَّاك ِ
لا تأملي غضبة منهم مزلزلة
العبد بالسيد المولى سينآك ِ
هم الجواري لأمريكا وخدمتها
أولى مِنَ الشعب ما أبكى وأبكاك ِ
فلا تُغُرَّنَّكِ الأقوالُ رَنـَّــتـُها
فالحب في القلب مثل النار تصلاك ِ
فإن يكن حبك المكنون ملتهبا
يزدك ِ نارا وإلا البردُ وافاك ِ
كذا العروبة قالتها مُطَبِّعَةً
مع العدو وهذا ليس يخفاك ِ
فلا تبالي بتطبيع فليس بِهِ
ضَيْرٌ لِنُقْصَاكِ أو خَيْرٌ لِنُعْمَاك ِ
لِلْكَلْبِ ذَيْلٌ إذا ٱسْتَعْجَبْتِ رَقْصَتَهُ
لم تعرفي لِمَمَاتٍ أم لِمَحْيَاك ِ؟
وَإِنْ تَرَيْهِ على لَهْثٍ فجاهلةٌ
أَسَبَّكِ الكلبُ أم بِالرَّحْبِ حَيَّاك ِ؟
يا قدسُ صبرا فللرحمن حِكْمَتُهُ
إذا اصطفاك لهذا حين أبلاك ِ
لا تحزني وكفاك اليوم مَفْخَرَةً
خير الرجالِ إذا ما الله أهداك ِ
بهم ستبقى فلسطينٌ مكرمة
ومنهمُ كم سنلقى الضاحك الباكي
والراقصون على طبلٍ لمنقصة
سيَنقُصُون... ومَن أقصاك أدناك ِ
ويعرف الشرق مثل الغرب ما خَذَلُوا
إلا وقد خُذِلُوا ما النصر واتاك ِ
ويؤمنون يقينا كلما حبكوا
لكِ الشرورَ فعينُ الله ِ ترعاك ِ
الخزي يصعقُ مَن بالذل أضناك ِ
والعار يلحقُ مَن بالهزء آذاك ِ
والمرجفون بلا خير وإن كثروا
فأجمل الورد محفوف بأشواك ِ
وأنت يا قدس ورد حين نذكره
يستهوي النفس حقا ريحه الذاكي
صبرا ولا تجزعي فالنصر تسبقه
إرهاصة حملت في العصر سَلواك ِ
صَبْرًا فَمِنْ غَزَّةَ التعويضُ عن عَرَبٍ
بلا دماء بلا أصل ٍ لهم زاك ِ
مِنْ غَزَّةَ العزةُ ٱنْهَالَتْ كواكبها
عليك نُورًا فصار الصبح مَمْسَاك ِ
لقد ظَمِئْتِ ِ عقودا فاشربي زَمَنًا
إن الصواريخ فيها عَذْبُ سُقْيَاك ِ
مِنْ غَزَّةَ المزنةُ الأحلى سحائبها
بِرَعْدِ وَعْدٍ بِرَغْمِ الحظر وَفَّــاك ِ
مِنْ غَزَّةَ النصرُ والتحريرُ أَوَّلُهُ
قَطْرٌ وَبَعْدَ غَدٍ غَيْثٌ فَبُشْرَاك ِ
أنور محمود السنيني