””” أخجل“““
... و أخجل ...
أخجل وجودي في كل صلاة
كلما سقطت كفي دمعة أسى
عن مئذنة شاردة
و امتزجت بأنين مشفى ...
... أخجل ...
أخجل إن هنئ ليلي
و ما نامت المساءات
تخلفت لحاف السماء
و ما انتبهت لآخر النداء ...
... أخجل ...
أخجل من كل نظرات الأمهات
إن صادفتني ... أخجل ...
أخجل إن ضيعت الوصايا
و وجه أمي إذا غاص وجوه المرايا
... أخجل ...
أخجل من ابتسامات الصبايا
ترفرف براكين الحسرات
و كل أملهن في كلمة ”” عسى““
يخفين وراء كل بسمة آلاف الانكسرات ...
... أخجل ...
أخجل وقوفي المخزي طابور السفارات
من أجل صورة أبت أن توافق هويتي
أول صفحة جواز السفر
و من تعدد اللغات أقسام الإرشادات ...
... أخجل ...
أخجل أن تنكرتني ثقافتي
أن ضيعت عمرا مقارنة الحضارات
تفر بين أناملي الحروف
أعجز رسم ملامحي
كأن تموت شراييني الألوان
و أن تتعسكر ضدي جميع اللغات ...
... أخجل ...
أخجل من مواعدة ضيعتها المغرب
و صرت أبحث المشرق
و نسيت أن العمر
مجرد بعض مسافات ...
... أخجل ...
أخجل إن نظرت إلى المرآة
و اشتممت عطر امرأة
لامست أنفاسي بقايا دمعات ...
فكيف أداري خجلي
و كيف أغير عقارب الزمن
لتعود البسمة و الفرحة كل الأمنيات ... !!!
... أخجل ...
أخجل من كل حب ضيعته
ظل يرتقب عودتي
و أنا ذاك الحلم الضال
على أرصفة الرجاءات
كساها سواد الانتظار و الآهات ...
... أخجل ...
أخجل إن لم أتسامح و نفسي
أظل شريد الزمن في الأمكنة
تائها صحاري الذكريات ...
... و أخجل ...