حديث الورد
ناغِ صباحي حينَ يلتفتُ النّدى
صوبَ الزهورِ الغافياتِ ويبسُمُ
يفترُّ ثغرُ الوردِ إذ ناغيتَه
ويداعبُ الخدَّ الأسيلَ ويلثُمُ
ويصافحُ الأطيارَ في شرفاتِنا
فتخالُهُ كبلابلٍ تترنّمُ
كالجوزلِ الغرّيدِ يشدو تارةً
ويهامسُ الأرواحَ حين يسلّمُ
يا نسمةَ الحبِّ الرّهيفِ ترنّمي
فالقلبُ في لحظِ الحبيب متيّمُ
وكأنّهُ المصباحُ في غسقِ الدٌّجى
هذا المحيّا بارِقٌ إن تعلموا
قمرٌ يحادثُ مهجتي بتودّدٍ
يسري مع الفجرِ الضّحوكِ يتمتمُ
فبتارةٍ يحكي الفصيحَ وتارةٍ
يطوي الكلامَ بقولِ ماهو أعجَمُ
فيترجمُ القلبُ الحديثَ كأنه
نُسُمٌ تضوع وطائرٌ يتنغّمُ
يا حبُّكَ السّاري بكلِّ جوارحي
فيكَ القصيدُ وفيكَ شِعري أنظُمُ
قد لاحَ فجرُكَ فوقَ أعتابِ الدُّجى
إذ أفضحت رسُلُ الهوى ما أكتُمُ
ذيّاكَ قلبي في هواكَ رهينةٌ
فالعمرُ يُفنى والهوى لا يُعدَم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق