حقل الصِّبا
-----------------
باكرتُ حقلَ الصِّبا والشمسُ ناعسةٌ
لأُمتعَ العينَ في عرزالِنا الحَسَنِ
هاجتْ بذكراهُ روحي فاكتَسَتْ وَلَهاً
مثلُ الحمامةِ لو غنّتْ على فَنَنِ
إنَّ الورودَ الّتي ضاعَتْ منابِتُها
تهوى الحقولَ ولَو باتَتْ على مِحَنِ
أين الرياضُ الّتي غنّتْ عنادِلُها
في طلّةِ الفجرِ أو في وُرفَةِ الغُصُنِ
أسندتُ قلبي على وهجٍ لسنبُلَةٍ
والروحُ شاردةٌ في حُلكةِ الزّمَنِ
من نهدةِ الشّجَرِ الموجوعِ قافيتي
تهفو لبيتٍ خليِّ الهمِّ والحُزُنِ
فالحرفُ يدنو إلى الأوراقِ في كَدَرٍ
يرنو برسمٍ لمَنْ في الودِّ لمْ يَخُنِ
فكيف لا تُرثيَ الأقلامُ مكتئِباً
مضني بوجدٍ من الأشواقِ مرتَهَنِ
ماذا سأكتُبّ والأحداقُ باكيةٌ
وفي الحشا لهَبٌ من حاقدٍ ضَغِنِ
ياجيرةَ الحقلِ مالي لا أرى بِكُمُ
إلّا القلوبَ الّتي باتَتْ على غَبَنِ
فهل تردُّ الليالي بعضَ ما سَلَبَتْ ؟
وهل تُشافى قلوبُ الناسِ بالحُقَنِ ؟
إنّي أراكَ وفي ألحانِ أغنيةٍ
يحِنُّ قلبي لشدوٍ فيكَ مُقتَرَنِ
فدىً لعينيكَ هذا القلبُ معتَقَلٌ
والرّوحُ مرهونةٌ ما دمتَ في شَجَنِ
يا حارسَ الضوءِ يا شمساً لأمنيتي
يا طولَ شوقي إليكَ اليومَ يا وطَني
انفراز حورية ١٧- ٨- ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق