السبت، 13 نوفمبر 2021

( فقر و غدر ) بقلم الشاعرة انفراز حورية / سوريا

فقر وغدر
-----------------
يا أيها الفقر هل ضاقت بكَ السّبُلُ
أم جئتَ تُشعِلُ بالأحشاءِ نيرانا

أم كنتَ تنوي على الأحزانِ في بلدي
فالحزنُ ألقى على الأحياءِ أكفانا

يا أيها الفقرُ قد طالت إقامتكُمْ
لَملِمْ وشاحَكَ عن أهدابِ مسرانا

فالليلُ داجٍ ونورُ الصبحِ في وجَلٍ
والشمسُ تسدل فوقَ الكونِ أجفانا

يا أيها الفقرُ عجّلْ بالخطى كَرَماً 
لن تُطفِئَ النّورَ في أحداقِ مجفانا

سنابلُ الحقلِ قد نامت على كَمَدٍ
والطيرُ يبكي على الأشجارِ ألحانا

يا أيها الفقرُ يا سرّاقَ أرغفةٍ
لونُ الرغيفِ فما بالعمرِ أغرانا

هذي الحقولُ وقد داختْ بها حِيَلٌ
أزهارها عزفَتْ باللحنِ ألوانا

فكّت ضفائرَ صمتٍ كان يلجمُها
ردّت سنابلُها في الحقلِ مأوانا

فكيف نصبرُ والأمعاءُ خاويةٌ
طفلٌ يجوعُ ومن أفعالِ أعدانا

وكيف نصبرُ والأحشاءُ مغعمة
من نارِ غدرٍ وسُمُّ الغدرِ أردانا

لا باركَ الله في الدنيا لو اجتمعت
سودُ القلوبِ مع الشيطانِ أزمانا

ما نامَ طفلٌ وفي عينيه لؤلؤةٌ
إلّا استفاقَ وفي الأحضانِ نشوانا

ليت اللياليَ تصفو بعد حُرقتنا
ويرجع الأهلُ و الأصحابُ  خلانا

ونطلبُ العفوَ عن أخطائِنا كرماً
بعفوِ ربّي فربُّ العفوِ مولانا

انفراز حورية  11- 11 - 2021