نوى
-----------
هذي أنا أهذي كمَنْ في نومهِ
يمشي الهوينى مثلَ حلمٍ يُمطِرُ
فوقَ الورودِ مدامعٌ مِن مثقلٍ
وسرابُ ليلٍ في فؤاديَ يزأرُ
فربطتُ أحلامي بأجنحة الهوى
أطلقتُها في روضِكُمْ تتبخترُ
لأرممَ الحبَّ الحزينَ بمهجتي
نبعُ الودادِ منَ الجّوى يتصحّرُ
يا أوّلَ النّجوى وآخرَ صرخةٍ
لملِمْ شتاتاً بالنّوى يتبعثَرُ
ليكونَ في كوني هديلٌ تائهٌ
فيخالُهُ كحمامةٍ من يُبصِرُ
قد حنّتِ الأطيارُ في وُكُناتِها
لملاعبٍ في حبِّكُمْ تخضوضرُ
إنّي تعبتُ منَ التّسكّعِ في الدُّجى
فالحبُّ أغلبُ للنفوسِ وأقدَرُ
فتغيبُ في عينيك معجزةُ الهوى
وتشيخُ روحٌ ظهرُها يتعَجَّرُ
ما كنتُ أحسُبُ قبلَ وحيِ عيونِكُمْ
إنَّ العيونَ الأكحليّةُ تسحَرُ
ظلموا السّنانَ ولم يقولوا قاتلٌ
والقلبَ يقتِلُهُ سنانٌ أحورُ
كلُّ الرّجالِ قصائدٌ مقروءةٌ
تُشْجَى القلوبُ بها، ومنهم مُنْكَرُ
ياصاحبيَّ غزالُ روضٍ صادني
صيدُ القلوبِ بلحظِ عينٍ مُشطِرُ
ماذا أقولُ بأعينٍ مكحولةٍ
روتِ الفؤادَ وغار منها الكوثَرُ
فحملتُ من شِعَفِ الهوى أنشودتي
ورحلتُ في فجرٍ هواهُ موتَّرُ
كلُّ الدّروبِ تقودُني لديارِكُمْ
والروحُ في بيدائِكُمْ تتجمّرُ
هلا علمتَ وأنت تكتحلُ الكرى
ماذا يكابدُ في النّوى من يسهَرُ
انفراز حورية ١ / ٩ / ٢٠٢١