عريشة العنب
--------------------
أرسلتُ شجويَ أسجاعاً منمّقةً
كالسّربِ يقصدُ حقلَ التينِ والرّطبِ
تلكَ الحقولُ أحَبَّ القلبُ صُحبتَها
إرثٌ منَ العمرِ يا عرّيشةَ العنَبِ
فكم تباهَيتِ بالأقراطِ منْ صِغَرٍ
من طيبِ سحرِكِ فالألبابُ في عجَبِ
كنتِ وكنّا وعِشتارٌ مغرّدةٌ
واليومَ نبحثُ عن أهزوجةَ الطّرَبِ
تقتادُني لكرومِ الحبِّ أجنحتي
فالقلبُ في عَطَشٍ والرّوحُ في سَغَبِ
كلُّ الحناجرِ تشدو بالهوى طَرَباً
وقلبُ عِشتارَ ملهوثٌ من التّعَبِ
وشمٌ لماضٍ وبالأوجاعِ ننحتُهُ
فقدٌ يسلّي شجونَ الروحِ بالعَتَبِ
فلا تسَلني على دمعٍ أحدّرُهُ
من بحّةِ النّايِ أمْ من حُرقةِ القَصَبِ؟
إنّي أقولُ ودمعُ العينِ يجرحُني
قولاً يؤلّفُ بينَ الماءِ واللّهَبِ
شمّاءُ أنتِ أيا أرواحَ حقلتِنا
ولن تدنّسَكِ أيدٍ لمغتصِبِ
لا تأخُذي منْ غيومِ العمرِ نهدَتَها
فالغيثُ يأتي هَطولاً منْ ذُرى السُّحُبِ
فلمْ تبارحْ زهورُ الرّوضِ زهوتَها
والسّحْبُ ماطرةٌ والشّمسُ لم تَغِبِ
انفراز حورية ٢٩-٧-٢٠٢١